منوعات

تنتقل من الخنازير إلى البشر.. «جائحة خفية» تدق ناقوس الخطر

فريق التحرير

دق العلماء ناقوس الخطر بشأن سلالة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، التي يمكن أن تنتقل من الخنازير إلى البشر، ما أثار مخاوف من «جائحة خفية».

ووجدت دراسة جديدة، أن سلالة عالية المقاومة للمضادات الحيوية من العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين (MRSA)، وهي نوع من البكتيريا، اندلعت لأول مرة في الخنازير بسبب ممارسات الزراعة وأصبحت النوع السائد في الثروة الحيوانية في جميع أنحاء القارة على مدى السنوات الخمسين الماضية، بحسب ما جاء في "روسيا اليوم".

لكن الباحثين حذروا من أن البشر يمكن أن يصابوا أيضًا بهذا النوع من البكتيريا، والتي يخشى الخبراء أنها تزداد مقاومة للمضادات الحيوية.

وتُعرف السلالة باسم CC398، والتي أصبحت النوع السائد من العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين (MRSA) في الماشية الأوروبية في الخمسين عاما الماضية، وقد حافظت على مقاومة المضادات الحيوية في الماشية، مثل الخنازير والحيوانات الأخرى لعقود.

ووفقا للدراسة الجديدة، يمكن للسلالة أن تتكيف بسرعة مع المضيف البشري مع الحفاظ على مقاومتها للمضادات الحيوية في الوقت نفسه وهي أيضا سبب متزايد لعدوى العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين البشرية.

وقالت الدكتورة جيما موراي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: «ربما أدت المستويات المرتفعة تاريخيا من استخدام المضادات الحيوية (في مزارع الخنازير) إلى تطور هذه السلالة المقاومة للمضادات الحيوية من بكتيريا العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين».

ويأتي ذلك بعد أن حذر العلماء العام الماضي من أن مقاومة المضادات الحيوية أصبحت أشبه بـ «الوباء الخفي» وسط فيروس كورونا العام الماضي، مؤكدين أن أزمة أخرى قد تتكشف مع رفع القيود.

والآن، أصبحت سلالة CC398 مرتبطة بعدد متزايد من الإصابات البشرية لدى الأشخاص الذين لم يتلامسوا مع أي ماشية.

ويوضح الخبراء أنه من المهم التركيز على سلالة العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين (MRSA) حتى يتم فهم "الخطر على الصحة العامة" بشكل أفضل.

وكتبت الدكتورة لوسي وينرت، مؤلفة الورقة البحثية من قسم الطب البيطري بجامعة كامبريدج: "«إن فهم ظهور ونجاح CC398 في الثروة الحيوانية الأوروبية، وقدرتها على إصابة البشر، أمر مهم للغاية في إدارة المخاطر التي تشكلها على صحة الجمهور. ولا تزال حالات الإصابة ببكتيريا العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين (MRSA) المرتبطة بالماشية في البشر جزءا صغيرا فقط من جميع حالات العنقوديات الذهبية المقاومة للمثيسلين (MRSA) في البشر، ولكن حقيقة أنها تتزايد هي علامة مقلقة».

وتأتي هذه الدراسة بعد أن اكتشف الباحثون الذين أجروا دراسة عن السربيات أن بكتيريا خارقة تعرف باسم المطثيات العسيرة قادرة أيضا على الانتشار من الخنازير إلى البشر.

وتعد هذه البكتيريا الخارقة أحد التهديدات الرئيسية لمقاومة المضادات الحيوية ووصف الباحثون النتائج التي توصلوا إليها بأنها اكتشاف مثير للقلق.

وأوضح سميح بجاوي، الأستاذ في جامعة كوبنهاغن: «ما توصلنا إليه يشير إلى أن المطثيات العسيرة هي مستودع للجينات المقاومة لمضادات الميكروبات التي يمكن تبادلها بين الحيوانات والبشر».

وتابع: «هذا الاكتشاف المثير للقلق يشير إلى أن مقاومة المضادات الحيوية يمكن أن تنتشر على نطاق أوسع مما كان يعتقد سابقا، ويؤكد الروابط في سلسلة المقاومة التي تمتد من حيوانات المزرعة إلى البشر».

ويأتي هذا أيضا بعد أن حذرت مارغريت تشان، المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية، من أن مقاومة مضادات الميكروبات آخذة في الازدياد في أوروبا وأماكن أخرى من العالم.

وأضافت: «نفقد الخط الأول من مضادات الميكروبات لدينا. تعد علاجات الاستبدال أكثر تكلفة وأكثر سمية وتحتاج إلى فترات أطول من العلاج وقد تتطلب العلاج في وحدات العناية المركزة ».

ويُعتقد أن نحو 750.000 شخص يموتون سنويا بسبب العدوى المقاومة للأدوية. وبحلول عام 2050، هناك مخاوف من أن هذا قد يرتفع إلى 10 ملايين.

وفيما يتعلق بالحيوانات، حذرت الأمم المتحدة من أن «الوباء الصامت» في الحيوانات نتج عن فرصة ضائعة حقيقية لتقليل أو حتى حظر استخدام المضادات الحيوية لتعزيز نمو الحيوانات.

في أغسطس 2021، دعا بيان مشترك صادر عن الأمم المتحدة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) إلى "خفض كبير وعاجل في كميات الأدوية المضادة للميكروبات، بما في ذلك المضادات الحيوية، المستخدمة في النظم الغذائية".

وأضاف البيان أن هذا أمر بالغ الأهمية لمكافحة المستويات المتزايدة من مقاومة الأدوية.

مرر للأسفل للمزيد