يستمر سعي الباحثين في الوصول إلى سر إطالة العمر المتوقع للإنسان، وركزت دراسة أخيرة على المجموعات السكانية في جزيرة إيكاريا اليونانية، الذين تتخطى أعمارهم الـ90 عامًا، ووجدت أن نمط الحياة واتباع حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائية هما السر.
فمن الناحية العلمية، هناك عديد من العوامل تساعد في إطالة العمر المتوقع، ولا ينبغي النظر إلى أي منها بمعزل عن غيرها. ويعد نمط الحياة أحد العوامل الهامة القابلة للتعديل التي يمكن أن تؤثر على متوسط العمر المتوقع.
وفي رحلة البحث عن أسرار العمر الطويلة، التي عادة ما تركز على «المناطق الزرقاء»، وهي مناطق جغرافية تضم بعضًا من كبار السن في العالم، ركزت دراسة أخيرة على التوليفة السكانية في جزيرة إيكاريا، وهي جزيرة جبلية تقع في بحر إيجه الشرقي بين ميكونوس وساموس في اليونان.
ورغم الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض ووجود عوامل الخطر القلبية الوعائية (ارتفاع ضغط الدم والسكري وتدخين التبغ)، فقد حافظ سكان هذه الجزيرة الصغيرة المسنون على وضع صحي جيد نسبيًا.
ولاحظ الباحثون انخفاض معدلات الاكتئاب، مع قوة عضلية عالية، وقدرات وظيفية جيدة في المنطقة، لهذا قاموا بدراسة نمط الحياة بالجزيرة والنظام الغذائي والنشاط البدني للسكان، الذين تتخطى أعمارهم التسعين عامًا.
وأجريت دراسة رصدية لوصف نمط حياة السكان في إيفديلوس أو راشيس، وهما بلديتان في جزيرة إيكاريا اليونانية. وجرت مقابلة 71 مشاركًا خضعوا لاستبيان «جزر البحر الأبيض المتوسط لتكرار الغذاء»، واستبيان «النشاط البدني الدولي».
وجاء تكرار الاتصالات الاجتماعية يوميًا لـ 77.9% من المشاركين، وأسبوعيًا بنسبة 16.1%، وشهريًا بنسبة 5.9%. وكان الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية أمرا صعبا في الماضي بالنسبة لـ 66.2٪ من المشاركين.
أما مستوى الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط فبلغ 62.7%. وكانت مستويات النشاط البدني معتدلة أو مرتفعة بلغت 71.8% من المشاركين.
وتوصل الباحثون إلى أن «المشاركين يتمتعون بمستوى عال جدًا من التضامن الأسري والتفاعل الاجتماعي والنشاط البدني».
وأضافوا: «النتائج المتعلقة بحمية البحر الأبيض المتوسط أقل إقناعًا. سيكون من المثير للاهتمام دراسة تأثير هذه العوامل على طول عمر كبار السن الذين يعيشون في إيكاريا».
وتختلف حمية البحر الأبيض المتوسط باختلاف البلد والمنطقة، لذا فهي تحتوي على مجموعة من التعريفات. ولكنها بشكل عام غنية بالخضراوات والفواكه والبقوليات والمكسرات والفاصوليا والحبوب والأسماك والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون