اعترفت الممرضة الأمريكية السابقة «جينيني جونز» (69 عامًا) الخميس- أُدِينت في وقتٍ سابقٍ بقتل طفل واحد، واشتبه في ارتكابها حالات أخرى- أمس في سان أنطونيو بولاية تكساس، بقتلها رضيعًا آخر يبلغ من العُمر 11 شهرًا في عام 1981م، وحُكم عليها بعقوبة السجن المؤبد.
كان من المُقرَّر إطلاق سراح «جونز» من السجن في عام 2018م، قبل مُطالبة المدعين بإعادة فتح القضية. حسبما أفاد موقع مُنظمة «برو ببليكا»، الأمريكية، المُتخصصة في الصَّحافة الاستقصائية.
وأوضحت المُنظمة الأمريكية في تقريرٍ لها ترجمته «عاجل» أنَّ «جينيني جونز» الممرضة السَّابقة، المُشتبه في قتلها أكثر من عشرة أطفال على مدى الأربعة عقود الماضية. إلَّا أنَّه لم يتم مُحاكمتها سوى بشأن جريمة واحدة.
نبطشية الموت
تراجع «جونز» المُفاجئ عن أقوالها- كانت في السَّابق تنفي خمس اتهامات بالقتل منسوبة إليها في عام 2017م- يؤكد كونها سفاحة للأطفال، وتُغلق ملف ظلَّ مفتوحًا لأكثر من أربعة عقود.
وأشارت إلى أنَّه في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حينما كانت «جونز» تعمل في مُستشفى مُقاطعة «بيكسار»، تزايدت أعداد حالات الطوارئ على نحو غير مسبوق، كذلك حالات الوفيات المُتكررة خلال فترة عملها من الثالثة إلى 11 مساءً.
أصبحت هذه ساعات عملها معروفة بين الطَّاقم الطبي باسم «نبطشية الموت»، إلَّا أنَّ وحدة العناية المُركز عالجت الأطفال أصحاب الحالات الحرجة، وكان من المُستبعد توجيه أي اتهامات إليها.
وعوضًا عن إبلاغ السُّلطَّات الجنائية لتحقيق، أجرت المُستشفى- عدة تحقيقات داخلية سرية- وقامت بطرد «جونز» من العمل (لكنَّها قدَّمت لها توصية جيدة) تحت غطاء ترقيتها.
فيما بعد انتقلت «جونز» إلى عيادة طب الأطفال في بلدة صغيرة في «كيرفيل» القريبة؛ حيث عاني ثمانية أطفال خلال شهر واحد من مشاكل طبية في التنفس، لقي أحدهم مصرعه. بعدما كشفت الأدلة أنَّ «جونز» حقنت الأطفال في «كيرفيل» بجرعات دواء مرخي العضلات، أُدينت «جونز» بقتل «تشيلسي مكليلان» البالغ من العمر 15 شهرًا وحكم عليها بالسجن لمدة 99 عامًا.
قتل عمد
وقالت «بروبليكا» إنَّه في الأسبوع الماضي، فاجأت «جونز»، البالغة من العُمر 69 عامًا، الجميع باعترافها بجرائمها، قبل شهر واحد فقط من مُوعد مُحاكمتها في أول تُهم القتل العمد: في قضية قتل «جوشوا سوير»، في الـ 12 من ديسمبر 1981م.
خلال السنوات الأخيرة، عادت جرائم «جونز» إلى الظهور مُجددًا، بعدما علم أقارب الضَّحايا أنَّه من المُقرر الإفراج الإلزامي عنها في مارس 2018م. أعاد مُدعي عام «سان أنطونيو» فتح التحقيقات في بعض الجرائم، بما فيها الاتهامات الخمسة الموجهة إليها في عام 2017م.
وأفادت بأنَّ الأحداث التي يقومون بالتحقيق فيها ترجع إلي الفترة التي عملت فيها «جونز» ممرضة لدى وحدة العناية المُركزة للأطفال التَّابعة لمستشفى «سان أنطونيو» الخيري المعروفة الآن باسم المُستشفى الجامعي) في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريجان. تراوحت أعمار الضَّحايا الخمسة ما بين ثلاثة أشهر، وعامين، كانت أداة القتل التي تستخدمها «جونز» في جرائمها هي «مجموعة من العقاقير القوية».
وتابعت القول بأنَّه من المُستبعد أن تكون «جونز» مُؤهلة للتقدُّم بطلب للحصول على الإفراج بكفالة حتَّى عام 2038م. وهذا يُلبي رغبة آباء الضحايا المُسنين (تُوفي ثلاثة منهم، بالفعل)، الذين لطالما ضغطوا لسنوات على المُدَّعين في «سان أنطونيو»؛ لإحالة قضايا قتل جيدة للحيلولة دون إطلاق سراح «جونز».
ووصفت مشهد مثول الجانية أمام المحكمة قائلة بأنَّ جونز، وصلَّت بينما كانت ترتدي قميصًا أزرق، ونظارة سوداء، شعرها أبيض قصير، إلى قاعة المحكمة مُستندة على «مشاية» لعدم قدرتها على المشي، بعد توقيعها، وتأكيدها اعترافها بجرائمها، ظلت صامتة، بدون أي تعبير، حينما هاجمها رئيس المحكمة، وأفراد عائلتها بسبب جرائمها.
أمَّا عن الفرحة العارمة لأسر الضَّحايا بالقصاص لأطفالهم نقلت المنظمة الأمريكية عن «كوني ويكس»، والدة الطفلة «جوشوا سوير» قولها لـ«جونز» بأنَّها «في غاية السَّعادة لأنها لن ترى ضوء النَّهار مُجددًا». بينما كانت تقف والدة الضحية على بُعد أقدام فقط من الجانية قائلة: «آمل أن تعيشي حياة طويلة بائسة وراء القضبان».
تضمن تحقيق جنائي مطول في سان أنطونيو دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض، كشفت أنَّ المرضى خلال «فترة تفشي الوباء» التي استمرت 15 شهرًا كانوا أكثر عرضةً للوفاة بعشرة أضعاف في نوبة عمل «جونز». على الرَّغم من ذلك؛ رفض محامي المقاطعة توجيه تهم بالقتل إليها، موضحًا أنَّ الدليل في أي قضية كان بعيد المنال وأن «جونز» لن تفلت مُطلقًا من العِقاب. (إدانة بإصابة طفل نجى أدت إلى عقوبة متزامنة مدتها 60 عامًا.)
بعد مرور عقود، أدرك أقارب ضحايا «جونز» أنَّ قانون تكساس الذي يهدف إلى تخفيف اكتظاظ السجون قد يؤدي إطلاق سراحها، منحت ائتمانًا لـ «الوقت المناسب»، وخوَّلت إطلاق سراح «جونز» في أوائل عام 2018م ، بعد أن قضت حوالي ثلث مدة العقوبة.
وقالت: إنَّ جهود أقارب الضحايا بالمطالبة بعقاب «جونز» ذهبت سُدى إلى أن اختار مُحامي مُقاطعة بيكسار الجديد، «نيكو لاود»، في نوفمبر 2014م. شابًا شجاع يدعى «جيسون جوس» ليصبح مُساعدًا له، والذي كان عمره عامًا واحدًا حينما ارتكبت «جونز» جرائمها، ليبدأ في البحث في أرشيف المحكمة عن ملفات التحقيق الخاصة بقضية «جونز» في الثمانينيات.
في مارس 2017 م، فتح «جوس» و«لاود» ملفات التحقيق في تهم قتل جديدة مُوجَّهة إلى «جونز»، بإدانتها بقتل «جوشوا سوير» بحقنها بجرعة زائدة من عقار «ديلانتين» المضاد لنوبات الصَّرع.