تواصل حديقة السويدي في الرياض احتضان فعاليات مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار "انسجام عالمي"، وذلك ضمن احتفائها بالتنوع الثقافي الذي يميز المجتمع السعودي، إذ بدأت الفعالية في منتصف أكتوبر وتستمر حتى نهاية نوفمبر الجاري، لتمنح الزوار فرصة تجربة ثقافات متعددة، بدءًا من الهند والفلبين، مرورًا بإندونيسيا، باكستان، اليمن، السودان، وبلاد الشام، وصولًا إلى أيام بنغلاديش.
ومنذ انطلاق فعاليات أيام بنغلاديش، شهدت الحديقة توافدًا ملحوظًا من المقيمين من الجنسية البنغلاديشية، التي تعد واحدة من أكبر الجنسيات المقيمة في المملكة، إذ يبلغ عدد أفرادها أكثر من 2.11 مليون شخص، مما يعكس تأثيرها الكبير في المملكة، حيث تمثل نحو 15% من إجمالي المقيمين، وتفاعل المقيمون البنغلاديشيين مع الأنشطة الاحتفالية بطريقة لافتة، مما جعل أجواء الحديقة تعكس روح الانسجام بين جميع الجنسيات، وأتاح هذا التفاعل للمشاركين والزوار فرصة التعرّف عن كثب على الثقافة البنغلاديشية، التي تتسم بالحيوية والانفتاح على الثقافات المختلفة.
ومن خلال مشاركتهم النشطة في الأنشطة والفعاليات، نشر المقيمون البنغلاديشيين أجواء من الفرح والإيجابية في أنحاء الحديقة، كما تفاعلوا بشكل لافت مع الفرق الشعبية المشاركة في المسيرات، مما أضفى على الحديقة طابعًا فريدًا ومميزًا، وأظهر الحضور مدى احترامهم واهتمامهم بالثقافة البنغلاديشية، التي تمثل نموذجًا للتسامح والفرح.
واستمتع الزوار بتجربة فريدة من نوعها، حيث كانت أركان الطعام البنغلاديشي من أبرز المعالم التي جذبت الأنظار، وتتميز المأكولات البنغلاديشية بتنوعها الغني من الأطباق المليئة بالنكهات والتوابل، مثل الأسماك المحضرة بطرق مبتكرة، والتي امتلأت رائحتها الزكية في أرجاء الجناح، كما كان هناك إقبال كبير على أركان نقش الحناء، حيث أبدع الفنانات في تطبيق النقوش التقليدية التي تعكس التراث البنغلاديشي، ولم تقتصر التجربة على ذلك فقط، بل استمتع الزوار أيضًا بمشاهدة الأزياء البنغلاديشية المميزة، القادمة من العاصمة دكا، والتي تتميز بألوانها المبهجة وتصاميمها الفريدة التي أضفت سحرًا خاصًا على الأجواء.