أعلنت الجمعية الفلكية بجدة، أنه سيُرصد بسماء الوطن العربي، اليوم الجمعة، قبل منتصف الليل ببضع ساعات ولبقية الليل، اقتران القمر الأحدب المتناقص بكوكب المريخ؛ حيث سيفصل بينهما حوالي 3 درجات في ظاهرة ستشاهد بالعين المجردة.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن القمر والمريخ سوف يرصدان بداية باتجاه لأفق الشمال الشرقي، ونظرًا لأن المسافة الظاهرية بين القمر والمريخ واسعة فلن يظهرا سويًا في مجال رؤية التلسكوب، ولكن يمكن ذلك من خلال المناظير.
وأضافت أن مراقبة لمعان المريخ أسبوعيًّا في غاية الأهمية لرصد كيف سيتغير بشكل كبير من الآن وحتى يوم التقابل في شهر ديسمبر المقبل، فهذه التغيرات الدراماتيكية في سطوع المريخ (ولونه الأحمر) هي سبب تسمية القدماء لهذا الكوكب باسم إله الحرب، ففي بعض الأحيان يستريح إله الحرب وأحيانًا يصبح عنيفًا، هذه التغييرات هي جزء من سبب روعة مشاهدة المريخ في سماء الليل.
ولفهم سبب اختلاف سطوع المريخ كثيرًا في سماء الأرض، يجب أن ندرك أن المريخ ليس كوكبًا كبيرًا جدًا؛ حيث يبلغ قطره 6,790 كيلومتر فقط، مما يجعله يزيد قليلاً عن نصف حجم الأرض (12,750 كيلومترًا من حيث القطر)، وضع في اعتبارك أن كوكب المريخ على عكس كوكب المشتري، أكبر كوكب في نظامنا الشمسي، ويبلغ قطر كوكب المشتري 140 ألف كيلومتر، يمكن اصطفاف أكثر من 20 كوكبًا بحجم كوكب المريخ جنبًا إلى جنب أمام كوكب المشتري، لذلك يبدو كوكب المشتري دائمًا ساطعًا، لأنه كبير جدًا، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة للمريخ الصغير الذي يرتبط لمعانه بقربه أو بعده من الأرض.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، بأن المريخ يدور حول الشمس خارج مدار الأرض وتتغير المسافة بين الأرض والمريخ، ففي بعض الأحيان تكون الأرض والمريخ على نفس الجانب من النظام الشمسي وقريبين من بعضهما البعض، وفي بعض الأحيان، كما كان الحال في معظم عام 2021 ، كان المريخ والأرض على جانبين متقابلين تقريبًا من الشمس من بعضهما البعض، وبالتالي ظهر المريخ خافتًا.
وأكد أن السبب في أن الكوكب الأحمر ساطعًا في بعض الأحيان، لأن الأرض تستغرق عامًا لتدور حول الشمس مرة واحدة، ويستغرق المريخ حوالي عامين للدوران مرة واحدة، يحدث تقابل المريخ - عندما تمر الأرض بين المريخ والشمس - كل عامين و50 يومًا، لذا فإن سطوع المريخ يتضاءل ويزداد في السماء كل عامين تقريبًا، لكن هذه ليست الدورة الوحيدة للمريخ التي تؤثر على سطوعه، فهناك أيضًا دورة مدتها 15 عامًا من حالات التقابل الساطعة والخافتة.
ولقد كان تقابل عام 2018 عامًا خاصًّا جدًا للمريخ بسبب تلك الدورة البالغة 15 عامًا، عندما كان الكوكب أكثر إشراقًا مما كان عليه منذ عام 2003، الذي أطلق عليه علماء الفلك تقابل المريخ الحضيضي، بعبارة أخرى، في عام 2018، مرت الكرة الأرضية بين المريخ والشمس -مما جعل المريخ في حالة تقابل في السماء- وفي نفس الوقت تقريبًا كان المريخ أقرب ما يكون من الشمس لذلك، في السنوات التي نمر فيها بين المريخ والشمس، وكون المريخ أيضًا أقرب إلى الشمس، تكون الأرض والمريخ كذلك أقرب.
وكان تقابل المريخ الحضيضي السابق في عام 2003، والكوكب الأحمر على مسافة 55.7 مليون كيلومتر من الأرض، وهو أقرب من أي وقت مضى منذ ما يقرب من 60 ألف عام، وفي تقابل 2020، كان لا يزال مشرقًا للغاية لكن لم يكن مشرقاً كما كان في 2018 أو 2003، فإن موعد تقابل المريخ القادم؛ حيث سيظهر فيها الكوكب في ذروة لمعانه خلال عامين في السماء سيكون في النصف الثاني هذا العام 2022.