الصحة والجمال

غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها ينقذك من «الكينولين المسرطن»

تحافظ على جهاز المناعة من تسرب الصبغة..

فريق التحرير

إذا كنت من هؤلاء الذين لا يغسلون ملابسهم الجديدة قبل ارتدائها لأول مرة، فهناك فرصة لأن تضيف على ثمنها بعد بضعة أيام (التهاب وحكة وألم)، إذا أصابك التهاب الجلد التماسي التحسسي، وهو تفاعل متعلق بنظام المناعة تجاه مسببات الحساسية التي تلامس جلدك، وهو رد فعل متأخر يظهر بعد بضعة أيام من التعرض على شكل طفح جلدي، يمكن أن يستمر لأسابيع عدة، وعادةً ما يكون السبب هو الأصباغ وفصلها وتفاعلها مع مكونات الأقمشة الاصطناعية مثل البوليستر والنايلون.

وفي دراسة أجريت عام 2014، اختبرت مجموعة من الباحثين في جامعة ستوكهولم بالسويد 31 عيِّنة من الملابس تم شراؤها من متاجر البيع بالتجزئة، وكانت متنوعة في اللون والمواد والعلامة التجارية وبلد الصنع والسعر، وكانت مخصصة لسوق واسع، فوجدوا بها أحد مشتقات مركب كيميائي يسمى الكينولين في 29 عينة منها، وكانت مستويات هذه المادة الكيميائية مرتفعة بشكل خاص في ملابس البوليستر، ومعروف أن الكينولين يستخدم في أصباغ الملابس، وفي الولايات المتحدة الأمريكية صنفته وكالة حماية البيئة على أنه مسرطن بشري محتمل، بناءً على بعض الدراسات التي تربطه بنشاط مثير للورم في الفئران.

فالتعرق والاحتكاك يمكن أن يتسبب في تفريق الصبغة أو فصلها عن الملابس، وغالبًا ما تكون ملابس التمرين الاصطناعية -ذات المواد اللامعة المقاومة للماء والتي تحظى بشعبية كبيرة هذه الأيام- هي الجاني، خاصة إذا أصيب المرضى بطفح جلدي حول الجزء الخلفي من الرقبة وحول الإبطين، وبالرغم من أنه ليس من الواضح إلى أي مدى تسبب الأصباغ وتفريقها عن الأقمشة الحساسية بين عامة الناس، إلا أن هناك طريقة واحدة للحد من خطر ردود الفعل السيئة، من خلال غسل الملابس الجديدة؛ حيث قد تزيل عملية الغسل بعض الصبغة الإضافية عن القماش، وبالتالي تقلل من احتمالات وآثار الأعراض غير المرغوبة.

وحسب الخبراء في حالات نادرة جدًّا، قد تتطور الأمور، فإذا تسربت كمية كافية من الصبغة مثلًا على ركبة ذات جلد جاف مخدوش أو أي جرح آخر مفتوح، فإن ذلك قد ينشط جهاز المناعة ويخلق حساسية دائمة.

ولعل الطفح الجلدي التحسسي ليس هو المشكلة الصحية الوحيدة المرتبطة بالمواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الملابس، فهناك مركبان كيميائيان يظهران في الملابس: النترونيلين والبنزوثيازول، وهما يرتبطان مختبريًّا ببعض الآثار الضارة المحتملة على الصحة، بما في ذلك السرطان، وفي حين أن بعض هذه المواد الكيميائية قد تظل معلقة في ألياف الملابس، إلا أن البعض الآخر قد يعمل ببطء على جلدك أو في الهواء الذي تتنفسه؛ ليبدو الأثر أوضح كلما تقدم العمر، وحسب الباحثون فإن هذه المواد الكيميائية ليست مدروسة جيدًا حتى الآن فيما يتعلق بامتصاص الجلد أو الآثار الصحية ذات الصلة على البشر؛ لذلك ليس من الواضح ما إذا كان التعرض لهذه المواد الكيميائية في ملابسك قد يجعلك مريضًا. وأثناء صناعة الملابس غالبًا ما يتم استخدام مواد طاردة للبقع ومثبتات ألوان وعوامل مضادة للتجعد ومعززات للنعومة وغيرها من العلاجات الكيميائية، ولا يتعين على الشركات المصنعة للملابس الكشف عن أي من هذه المنتجات للعملاء، ولكن العديد من هذه المواد الكيميائية، بما في ذلك النوع الشائع من المواد العازلة للماء، قد تشكل مخاطر صحية، كما أنها في نهاية تصل إلى الهواء والماء؛ حيث يمكنهم إلحاق المزيد من الضرر.

ولذلك يتفق الخبراء على ضرورة غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها للتقليل من محتوى المواد الكيميائية المتخلفة من عملية التصنيع، وفي الحقيقة لا يوجد أي مؤشر أو شهادة تشير إلى أن أي ملابس خالية من المواد الكيميائية، فقد تشتري قميصًا مدونًا عليه 100 في المائة قطن، ومع ذلك فإنك لا تحصل على معلومات حول أي من المواد الكيميائية أو المواد المضافة التي تم استخدامها، والتي يمكن أن تصيبك بالتحسس.

مرر للأسفل للمزيد