الصحة والجمال

دراسة حديثة: جسم الإنسان أصبح مليئًا بـ«BPA»

مشروع أمريكي لمعرفة مخاطر موادّها الكيميائية

فريق التحرير

قد تكون أجسامنا ممتلئة بالموادّ الكيميائية الشائعة المستخدمة في البلاستيك أكثر مما كنا نتصور، حيث وجدت دراسة جديدة أن الأدوات المستخدمة لفحص «BPA»، في جسم الإنسان قد تكون مستهلَكة إلى حد كبير.

وحسب الخبراء يتم إنتاج حوالي 9 ملايين طن من «BPA»، في جميع أنحاء العالم، وفي دراسات الصحة العامة التي أجريت على البشر، ارتبط التعرض لهذه الموادّ بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وسرطان الثدي والبروستاتا والعقم والعيوب الخلقية وتأخر البلوغ أو تعطيله بطريقة أخرى، وعند النساء الحوامل تعبر «BPA»، المشيمة بسهولة، ما يزيد من احتمالات التأثير على نمو الجنين، ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسرطان، وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، تم وصف هذه المواد الكيميائية على نطاق واسع باعتبارها سامة، إذا كانت بجرعات عالية، حيث تتداخل مع مسارات الإشارة للهرمونات مثل هرمون الاستروجين والأندروجين والبروجستين، ما يتسبب في مجموعة من المشكلات.

وحسب الباحثين، فقد أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2012 أن مستويات تعرض البالغين لهذه الموادّ البلاستيكية آنذاك وحتى اليوم ليست خطرًا على الصحة، بعد إعلان وجودها في البول البشري بشكل منخفض للغاية لا يؤذي معظم الناس، ولكن المشكلة -حسب الباحثين- تكمن في أن أفضل بروتوكول للفحص، والذي أعلنت الإدارة من خلاله ذلك قد يكون غير دقيق تمامًا، حيث أعلنت عن نسبة تصل لنحو 1.2 نانوجرام لكل ملليلتر، بينما تظهر النتائج الأدق لمراكز أبحاث وتقارير لانسيت للسكري والغدد الصماء، أرقام أخرى مذهلة تصل لنحو 51.99 نانوجرام لكل ملليلتر، ما يعنى 44 مرة أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.

وعلى الرغم من الفرق الضخم، فإن النتائج لم تحصل على رد واضح من الباحثين الآخرين في هذا المجال، إلا أن بعضهم فسّر ذلك بالشيء المنطقيّ، نظرًا لأن «BPA»، تتحلل بسرعة في الجسم وتتحول إلى منتجات كيميائية ثانوية تسمى المستقلبات، وهذا يجعل من الصعب الكشف عنها في الدم أو البول في شكلها الحقيقي، بينما يوجد اختبار واحد يمكن أن يحدّد مستويات هذا التعرض بناءً على هذه المستقلبات، لكنه غير مباشر ومعقّد، إلا أن الباحثين استطاعوا –مؤخّرًا- تطوير اختبار يمكن أن يقيس المستقلبات مباشرةً، واستطاعوا من خلاله اكتشاف «BPA»، حتى عندما يختبئ في أشكاله الكيميائية المتغيرة.

وحسب الباحثين، فإن هذه النتائج لها آثار خطيرة للحدّ من التعرّض الكثيف لمواد «BPA»، فبسبب مستويات التعرض التي لا تذكر والتي تحدثت التقارير والتوصيات القديمة عنها كانت القرارات التنظيمية، ومن ثم تفاقمت المشكلة لدرجة أن البيانات الحالية تثير مخاوف ملحة من أن المخاطر قد تم الاستهانة بها بشكل كبير.

وحتى عندما أعلنت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية في فبراير 2018 عن برنامج «CLARITY» «BPA»، وهو مشروع بملايين الدولارات لوضع معيار ذهبي للمخاطر الصحية المرتبطة بهذه المواد الكيميائية، وأكدت من خلاله أن مواد «BPA»، آمنة، خرج كثير من العلماء بما في ذلك بعض الباحثين في نفس البرنامج ليعارضوا علنًا هذا الإعلان، مطالبين بإعادة النظر في النتائج بعد تكرار التجربة، ولكن يبدو أن الصناعة كان لها رأي آخر، ومن ثم ارتفعت توصيات الخبراء بمحاولة تجنب هذه المواد كلما أمكن واستخدام البدائل الصحية.

مرر للأسفل للمزيد