الصحة والجمال

دراسة جديدة توضّح الأصول الغامضة لـ«العدوى الفطرية القاتلة»

غالبية الفطريات لا تتعايش مع الحرارة الدافئة

فريق التحرير

كشفت دراسة جديدة عن الأصول الغامضة للعدوى الفطرية القاتلة، التي ظهرت في وقت واحد في أجزاء متباعدة من الكرة الأرضية، أن الاحتباس الحراري قد يكون السبب.

وحسب الخبراء، فإن الفطريات التي يمكن أن تقتل أي شخص على اتصال وثيق مع الناقل، تم التعرف عليها لأول مرة في عام 2009 في مريض ياباني مصاب بعدوى الأذن، ثم بدأت تظهر في المستشفيات في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية في المرضى دون رابط واضح، ولم يتمكن أحد معرفة السبب آنذاك؛ حيث كان اللغز الأكبر هو كيف تظهر نفس الأنواع الفطرية في ثلاث قارات مختلفة من العالم في نفس الوقت تقريبًا؟!

وفي الدراسة الجديدة، لاحظ الباحثون أن الغالبية العظمى من هذه الفطريات لا تستطيع البقاء في درجات حرارة الجسم الدافئة، كما تنمو غالبية الفطريات جيدًا في درجات الحرارة المحيطة، لكن نسبة مئوية صغيرة فقط يمكنها تحمل درجة حرارة الجسم، ولكن ما أثار قلق الباحثين هو أن ارتفاع درجات الحرارة المحيطة الناجمة عن الاحترار العالمي والاحتباس الحراري، سيؤدي في نهاية المطاف إلى اختراق الفطريات منطقة التقييد الحراري، التي تبقي عادة معظم أنواع الفطريات تحت السيطرة، وبدون هذه الدفاعات يمكن أن تتكيف الفطريات مع ارتفاع درجات الحرارة البشر وربما تقتلهم.

وحتى الآن تم الإبلاغ عن إصابات في أكثر من 30 دولة لهذه الفطريات المتكيفة مع الحرارة، والمقلق أنه قد يكون من الصعب اكتشافها؛ حيث تحدث غالباً في المرضى الذين يعانون بالفعل من أمراض أخرى، وتشمل أعراض المرض الحمى والقشعريرة التي لا تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية بشكل منتظم، كما أن الأشخاص الذين يعانون مشكلات في أجهزة المناعة معرضون للخطر بشكل خاص، وحسب الخبراء فغالبًا ما كانت الحكومات في جميع أنحاء العالم حذرة بشأن إثارة حالة من الذعر، ولذلك اختارت عدم الإعلان عن مثل هذه الحوادث صراحة.

ومن حيث السلامة، فالفطر مقلق بشكل خاص للعاملين الصحيين؛ حيث يخشى الخبراء من إصابتهم بالمرض المعدي أو نقله إلى مريض آخر، كما أن التخلص من جميع آثار هذه الفطريات من الغرف الملوثة حتى في المستشفيات، كان أمرًا بالغ الصعوبة، إلى حد أن أحد المستشفيات الأمريكية احتاج إلى معدات تنظيف خاصة، واضطر إلى قطع بعض بلاط السقف والأرضيات.

وحسب الخبراء، فإن معظم سلالات هذه الفطريات كانت تقاوم على الأقل واحد أو ثلاث فئات من المضادات التي تستخدم لعلاج الالتهابات الفطرية، وأكثر من ثلثها كانت تقاوم اثنين، والبعض الآخر على ما يبدو كانت تقاوم جميع المضادات، ويخشى الباحثون من أن نتائج دراستهم الأخيرة قد تكون علامة على أن البشرية قد تكون على وشك مواجهة أمراض جديدة أخرى ناجمة عن تكيف الفطريات مع الأجواء الدافئة.

مرر للأسفل للمزيد