الصحة والجمال

علماء يجيبون عن الأسئلة المثيرة لظاهرة «الأزواج المتشابهون»

خبير بـ«ستانفورد»: يميلون إلى العثور على بعضهم البعض

فريق التحرير

لسنوات طويلة وبالتحديد منذ عام 1987 استحوذ الاهتمام بحالة «الأزواج المتشابهون» على اهتمام خاص، عندما بدأ علماء من جامعة ميشيجان لدراسة ظاهرة الأزواج المتزوجين، الذين ينمون بمرور الوقت ليكونوا أكثر تشابهًا، وكانت نظرية العلماء التي لا يزالون يستشهدون بها حتى اليوم، هي أن عقودًا من المشاعر المشتركة تؤدي إلى تشابه أوثق بسبب التجاعيد والتعبيرات المماثلة.

وفي الآونة الأخيرة ضاعفت وسائل التواصل الاجتماعي من التركيز على هذا الموضوع، الأمر الذي أعاد الفكرة القديمة مرة أخرى إلى الواجهة، وحسب الخبراء فإن الأشخاص ينجذبون بشكل طبيعي نحو أشخاص مألوفين، على الرغم من أن العملية برمتها تتم في اللاوعي، إلا أن هناك بعض السمات التي تعمل بشكل أفضل في العلاقة عندما تتم موازنتها من قبل شريك معارض مثل الهيمنة والخضوع، وبشكل عام فإننا نميل إلى من نحب ويتم جذبنا إليه، حتى لو لم نكن ندرك ذلك بشكل صريح، وهذه الظاهرة تمتد إلى المظهر.

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن هذا صحيح، وفي التجربة عرض على الأشخاص صور لوجه شريكهم الرومانسي والتي تم تغييرها رقميًّا؛ لتشمل بعض الميزات من وجه آخر، إما الوجوه العشوائية الأخرى أو وجه مشارك في الدراسة، فصنف كل من المشاركين من الذكور والإناث باستمرار الوجه المركب الذي شمل وجوههم على أنه الأكثر جاذبية.

كما توصلت دراسة سابقة إلى اكتشاف مشابه حول الصور المركبة، ووجدت أيضًا أن الناس كانوا ينجذبون بشكل لا يصدق إلى ميزات والدهم المعاكس للجنس، وصنف المشاركون في الدراسة صور الآخرين على أنها أكثر جاذبية عندما تومض صورة الوالد المعاكس للجنس بسرعة على الشاشة أولًا؛ ما يوحي بأن الوجه المألوف قد تم تحضيره من دون وعي، ووجدت دراسة أخرى أجريت عام 2018 تبحث في الأشخاص ذوي الأعراق أنهم يميلون إلى الانجذاب إلى أشخاص يشبهون والديهم، بغض النظر عن الجنس.

وحسب الخبراء فإن هذا التفضيل للوالدين قد يبدو مخيفًا بعض الشيء، لكنه ليس إشكاليًّا أو مفاجئًا؛ لأنه على الأرجح عملية غير واعية تمامًا تدخل في ارتباطاتنا الطبيعية مع ما هو ممتع وجذاب، فقد تصبح هذه الصفات مريحة؛ لأنهم مألوفون لك.

كما يمكن أيضًا جذب شركاء يشبهون بعضهم البعض؛ بسبب جيناتهم؛ حيث وجدت الكثير من الدراسات أن الأزواج يميلون إلى أن يكونوا أكثر تشابهًا من الناحية الوراثية من الغرباء؛ حيث يتشاركون في كل شيء وصولًا إلي التحصيل العلمي، كما أن هناك أيضًا بعض الأدلة الأولية على أن الناس قد ينجذبون إلى زملائهم المحتملين، الذين ينحدرون من أصول متشابهة، وكل من هذه الاتجاهات يمكن أن تترجم عمليًّا إلى أوجه التشابه الجسدي لزوجين.

وحول ذلك يقول د. بن دومينجو، الأستاذ المساعد في كلية ستانفورد للدراسات العليا في التربية، والذي درس التشابه الوراثي بين الزوجين والأصدقاء، إن الأشخاص المتطابقين وراثيًّا يميلون إلى العثور على بعضهم البعض؛ بسبب أرضية مشتركة اجتماعية أو ثقافية أو بيئية، فالتشابهات الوراثية تسبب إما أن يكون الناس في بيئات مماثلة أو ترتبط فقط بأشياء أخرى تؤدي إلى وجود الناس في بيئات مماثلة، وبمجرد أن تتوافر في هذه البيئات تصبح هي المكان الذي تجد فيه شريك حياتك، ولسبب ما قد يبتعد الناس في ارتباطهم أبعد من التعليم والعمل؛ ما يتيح لهم المزيد من الفرص لإيجاد والاقتران مع أشخاص من خلفيات مختلفة، فعندما تتعرض لكثير من الخيارات المختلفة ويكون مجتمعك أكبر، فإن ذلك قد يسهل الانجذاب نحو مجموعة واسعة من السمات.

لكن من الصعب التكهن بما إذا كانت ظاهرة الأزواج المتشابهين سوف تتلاشى في السنوات المقبلة، مهما اتسعت طرق التلاقي والاختيار واستمرار أنماط الزواج في التحول، فالجذب أمر يصعب تحديده دائمًا، حيث إن الجاذبية ظاهرة المعقدة للغاية، وهناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا فيها، فقد يقودك التشابه الأولي إلى الانجذاب إلى شخص ما، لكن هذا لا يعني أنه سوف تكون لديك علاقة سعيدة معه.

مرر للأسفل للمزيد