لا يخلو أيَّ بحث منشور حول أمراض القلب من الحديث عن فوائد التمارين الرياضية، ولكن بعض المرضى يعتقدون أن بعض هذه التمارين قد تكون غير ضرورية أو حتى ضارة على صحتهم، بينما يؤكد الأطباء أن هذا ليس هو الحال، فلا يوجد سبب يمنع مريض القلب ذو الحالة المستقرة والذي لا يعاني من انتكاسات من ممارسة التمارين الرياضية، بما في ذلك تدريبات القوة.
ويرى الخبراء أن تدريبات القوة تحسن صحة العضلات والعظام، مما يساعد في إبطاء فقدان العظام والعضلات المرتبطة بالشيخوخة، كما أن التمارين الرياضية تقوِّي الرئتين والقلب وتساعد الدورة الدموية في كامل الجسم، وحسب الخبراء حول العالم فإن مريض القلب سيستفيد من هذا النهج العالمي لصحة القلب والأوعية الدموية واللياقة البدنية من خلال القيام بالأمرين، التمارين الرياضية وتمرينات القوة.
والتمارين الرياضية هي أي نشاط يجعل قلبك ينبض بشكل أسرع لفترة ممتدة من الزمن، وتعتمد الممارسة والمدة المطلوبة للتريّض على تاريخك الطبي وتجربتك في التمرين، وتشمل الأشكال الشعبية المشي وركوب الدراجات والجري وحتى الرقص، كما أن كل شيء يتعلق بالنهوض والتحرك بشكل منتظم يساعد.
أما تدريبات القوة فهي لا تساعد القلب مباشرة، لكنها مكمل رائع لممارسة التمارين الرياضية، وقد صمم الخبراء بعض تدريبات القوة التي تسمى أحيانًا بتدريبات المقاومة؛ لوضع ضغط صحي على العظام وجعل العضلات أقوى، ولعل رفع الأثقال أو استخدام معدات متوفرة بالجيم هي الأشكال الأكثر شعبية لهذه التدريبات.
ومع ذلك يجب أن تتم التمارين بشكل صحيح لتحقيق الفائدة، ومن المهم أن تكون مستعداً بدنيًا للقيام بها، فحسب الخبراء إذا لم تتمكن من أداء أنشطة الحياة اليومية بشكل مستقل، فأنت لست مستعدًّا للقيام بتدريب القوة غير الخاضع للرقابة، وقبل أن تحاول أي نوع من التمارين، يجب أن يتم تقييمك لتحديد ما إذا كان بإمكانك ممارسة الرياضة بأمان أم لا، وهذا مهم بشكل خاص إذا لم تمارس التمارين الرياضية من قبل، أو إذا كنت قد أصبت بنوبة قلبية أو عملية في القلب.
ولذلك يوصي أطباء القلب دائمًا بأن يبدأ هؤلاء المرضى بزيارة برنامج لإعادة التأهيل القلبي؛ حيث يقوم أخصائي تمرين رياضي بتقييم عوامل الخطر لدى المريض، واختبار قدرته على التمرين، بعد أن يشرح المريض حالته بدقة مدعمة بتقرير طبي، وبمجرد إعطائك الضوء الأخضر، سيبدؤون في إعطائك التمارين الأساسية ويعلمونك كيفية القيام بها بشكل صحيح، وكلما تحسنت قوتك وتحملك، ستقوم بإجراء تغييرات على برنامج التمرين وإضافة تمارين جديدة؛ حيث يأخذ اختصاصيو إعادة التأهيل القلبي تاريخك الطبي في الاعتبار، يراقبونك عن كثب أثناء ممارسة التمارين الرياضية ويعلمونك ما هي العلامات والأعراض التي قد تشير إلى وصولك لمنحنى الخطر، ومن خلال القيام بالتمارين الصحيحة وأخذها ببطء، ستحسن بأمان قوة قلبك وجسمك بمرور الوقت.
ولكن كيف يمكنك تجنب الآثار الجانبية للتمارين:
حسب الخبراء يتعين على شركات الأدوية الكشف عن جميع الآثار الجانبية المبلغ عنها في الإعلانات لمنتجاتها، ولكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعفي الفيتامينات والمكملات العشبية من هذا الشرط على اعتبارها أطعمة، ونظرًا لأن المستهلكين لا يسمعون أو يقرؤون قائمة طويلة من الآثار الجانبية المحتملة، فقد يفترضون عدم وجود أي آثار، ولكن ذلك ليس حقيقيًّا؛ حيث يؤكد الأطباء أن تناول الكثير من المكملات الغذائية يمكن أن يكون ضارًّا، كما يمكن لبعضها التفاعل مع الأدوية الموصوفة أو تغيير كيفية استقلاب الجسم للأدوية.
فمثلًا قد تؤدي زيادة فيتامين (أ) إلى زيادة خطر هشاشة العظام، وقد تسبب زيادة فيتامين ب 6 مشاكل عصبية مثل عدم التوازن أو الاعتلال العصبي المحيطي، كما يمكن أن يزيد الثوم والزنجبيل لخطر النزيف لدى مرضى سيولة الدم، وقد تسبب مركبات وعناصر غذائية أخرى تأثيرات تجعل الأدوية أقل فعالية أو تنتج المزيد من الآثار الجانبية، ولتجنب هذه المشاكل عليك:
- مناقشة طبيبك حول المنتجات التي ترغب في تناولها، وعما تأمل أن تفعله لاحقًا.
- أحضر زجاجات الفيتامينات والمكملات الغذائية والأعشاب التي تأخذها إلى طبيبك لقراءة ما تحتويه المكملات الغذائية، وتقرير ما إذا كانت مناسبة لحالتك أم لا.
- إذا أوصى طبيبك بعدم تناول منتج أو حذّر بشأن الجرعة، فاحرص على الانتباه، كما يجب أن تعرف الكثير عن المكملات الغذائية التي تتناولها مثلها مثل الأدوية الموصوفة لحالتك.