الأطفال الذين يشربون الحليب كامل الدسم أقل عرضة للإصابة بالسمنة، وفقاً لدراسة تشكك في الإرشادات الغذائية الدولية، وكشفت مجلة «نيوزويك»، الأمريكية في تقرير لها، أنَّ عددًا من الباحثين قاموا بتحليل بيانات 28 دراسة حديثة، أجريت في سبع دول، على نحو 20.897 من الأطفال الأصحاء ممن تتراوح أعمارهم ما بين عامين، إلى 18 عامًا.
وتوَّصل الباحثون إلى أنَّ الأشخاص الذين شربوا الحليب كامل الدسم لديهم فرصة أقل بنسبة 40% للإصابة بالبدانة مُقارنة بنظائرهم ممن شربوا الحليب قليل الدسم، حسبما كشفت النتائج التي نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية.
يوضح الباحثون أنَّ غالبية الأطفال في أمريكا الشمالية يتناولون حليب الأبقار يوميًا، كما تُفيد الإرشادات الرَّسمية أنَّ الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين، ينبغي عليهم شرب الحليب الذي تتراوح نسبة الدهون فيه من 0.1%، و2%؛ للحد من خطر إصابتهم بالسمنة.
وعلى سبيل المِثال، توصي التعليمات الإرشادية الخاصة بالحمية الغذائية في الولايات المُتحدة خلال الفترة ما بين عامي 2015م إلى 2020م بأن يحتوي النظام الغذائي للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن عامين، على مُنتجات الألبان الخالية من الدهون، والمُنخفضة الدسم.
وشكك الباحثون في هذه المقولة، وكتبوا في الدِراسة: «إنَّ التعليمات الإرشادية الدولية التي تُوصي بتناول الأطفال الحليب مُنخفض الدسم، قد لا تُقلل من خطر إصابة الأطفال بالسمنة».
وقال الدكتور «جوناثون ماجوير»، المُشرف الرئيس على الدراسة، وطبيب الأطفال لدى مُستشفى «سانت مايكل» في «تورونتو»، كندا، في بيان له، إنَّ حليب الأبقار هو أحد المصادر الرئيسة للدهون الغذائية للكثير من الأطفال في الولايات المُتحدة، وكندا، وأوضح: «في بحثنا، لم يكن الأطفال الذين يتبعون الإرشادات الحالية بالتحول إلى تناول الحليب قليل الدسم في سن الثانية، أقل وزنًا من أولئك الذين يتناولون الحليب كامل الدسم».
إلَّا أنَّه أشار إلى أنَّهم توصلوا في بحثهم أنَّه ليس بإمكانهم التأكد من أنَّ اللبن كامل الدسم يساعد في التقليل من خطر الإصابة بالسمنة، وقال: «ربما يكون الحليب كامل الدسم مُرتبطًا بعوامل أخرى قللت من خطر الإصابة بالسمنة»، وتابع "ماجواير" القول إنَّ: «تجربة عشوائية مُحكمة ستُساعد في إثبات السبب والنتيجة، لكن لم تكشف عنها أي من المراجع العلمية حتى الآن».
وتصف مُنظمة الصِحة العالمية بدانة الأطفال بأنَّها: «أحد أخطر التحديات التي تُواجهها الصحة العامة في القرن الحادي والعشرين؛ ففي عام 2016م، بلغ عدد المُصابين بالبدانة من الأطفال دون سن الخامسة أكثر من 41 مليون طفل».
بينما يعتبر «مركز السيطرة على الأمراض» البدانة «مُشكلة خطيرة» تُأرق الولايات المُتحدة، فالأطفال صحتهم مُهددة، ويعاني نحو 13.7 مليون، أو ما يُعادل 18.5 % من الأطفال، والمُراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين العامين، و19 عامًا، من البدانة المُفرطة في الولايات المُتحدة.
وبحث فريق آخر من العُلماء، الشهر الماضي، قضية صِحة الأطفال من زاوية تناول السكريات، وتوصل الباحثون إلى أنَّ ما يقرب من ثلثي الأطفال، و98% من الأطفال الصِغار يتناولون الأطعمة التي تحتوى على سًكر مُضاف يوميًا.
وكشفت الدِراسة التمثيلية الوطنية التي نشرتها مجلة «أكاديمية التغذية وعلم التغذية»، أنَّ الزَّبادي والوجبات الخفيفة وعصير الفاكهة؛ من بين أهم مصادر السكر للرُضَّع، والأطفال الصِغار.
وعلَّقت «كريستين.إيه.هيريك»، أحد البَاحثين المُشاركين في الدِراسة من قسم استطلاعات فحص الصِحة والتغذية لدى المركز الوطني للإحصاءات الصِحية التابع للمراكز الأمريكية لمُكافحة الأمراض، والوقاية منها، قائلة، إنَّه في الوقت الذي تُشير فيه الأبحاث إلى أنَّ الأطفال ممن تزيد أعمارهم عن عامين، والذين يتناولون السكر، هم أكثر عُرضة للإصابة بالبدانة، وكذلك تسوس الأسنان، والرَّبو، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، والدهون في الدم.