الصحة والجمال

أساطير وخرافات حول الذكاءَيْن «السائل» و«البلوري»

خبراء: كلاهما يكمل الآخر ويصقله..

فريق التحرير

التمييز بين الذكاءين السائل والبلوري الذي اقترحه في الأصل عالم النفس ريمون بي كاتيل، لا يزال موضوع نقاش ساخن في الأوساط الأكاديمية والثقافية؛ فمن خلال استنباط هذا التمييز، أثار كاتيل رفض النظرية القائلة بأنه لا يوجد سوى نوع واحد من الذكاء.

ووفقًا لكاتيل، فإن الذكاء السائل هو القدرة على استخدام المهارات الفكرية المعممة، مثل الرياضيات والاستنباط وتكوين الفرضيات والتفكير التجريدي والمهارات التحليلية والخيال والتصور والحدس الأخلاقي لحل المشكلات الجديدة. وعلى النقيض من ذلك، فإن الذكاء المتبلور هو القدرة على استخدام المعرفة التي تم الحصول عليها سابقًا (المكتسبة) من خلال التجربة الحسية أو التعليم أو القراءات أو الصور أو الأفلام أو البرامج الصوتية أو المحادثات أو الاستدلال أو الحدس. وهذه المعرفة المكتسبة تنقسم إلى ثلاثة أنواع: واسعة، منها المعرفة الواقعية (تعني الحقائق المؤكدة المتفق عليها)، واستدعاء الذاكرة العرضية (معرفة ماضيك المكتسب وتجاربك الشخصية)، والمعرفة الإجرائية المتخصصة (المعرفة العملية في مجال من مجالات الكفاءة والخبرة).

وعلى الرغم من أن التمييز بين الذكاء السائل والذكاء البلوري واضح المعالم إلى حد ما، فإن الأساطير التي لا حصر لها حول هذين النوعين من الذكاء لا تزال تنتشر، كتلك التي تدَّعي أنه عندما نستخدم الذكاء السائل، فإننا لا نعتمد على أي معرفة موجودة مسبقًا. والحقيقة هي أننا غالبًا ما نعتمد على المعرفة المكتسبة مسبقًا عند استخدام الذكاء السائل؛ فالإجابة –مثلًا– على أي سؤال مفتوح ومعقد، كمشكلة جديدة، لن تتحقق إلا باستخدام الذكاء السائل مع الاعتماد على المعرفة الموجودة مسبقًا واندماجهما معًا لتكوين إجابة واضحة معتمدة على الحقائق.

كما أن هناك خرافة تقول إن ذكاءنا السائل يميل إلى الانخفاض مع تقدُّم العمر، وكذلك قدرتنا على حل المشاكل الجديدة. وفيما تؤكد الحقيقة أن الذكاء السائل يميل إلى الانخفاض مع تقدمنا في العمر، فإنها تؤكد كذلك أنه يمكننا تأخير التراجع عن طريق حل أنواع مختلفة من المشاكل المعقدة الجديدة بانتظام، لكن الأدلة المتوافرة لا تشير إلى أنه يمكنك تحسين موثوقية ذكائك السائل. ومع ذلك يتحسن الذكاء المتبلور مع تقدمنا في العمر، حتى يبدأ في التدهور في نهاية المطاف بالشيخوخة. ومع ذلك فإن قدرتنا على حل المشكلات الجديدة لا تنخفض بمعدل مماثل لذكائنا السائل، وغالبًا ما يكون كبار السن أكثر براعةً في استخدام المعرفة والخبرات المتراكمة، التي يمكن أن تعوض عن انخفاض الذكاء السائل عند حل المشاكل الجديدة.

مرر للأسفل للمزيد