لسنواتٍ طويلة، حاولت الأبحاث الوقوف على أسباب إصابة بعض النساء بسكري الحمل، وقد تعددت النتائج التي طرحت أسباب وسيناريوهات مختلفة، ولكن دراسة جديدة خرجت مؤخرًا للربط بين بعض حالات الإصابة، واستخدام بعض العلاجات قبل وأثناء فترة الحمل، وحتى الولادة.
ووفقًا للدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة «بي إم جيه» لفريق من الباحثين في جامعة مونتريال، فإن تناول بعض مضادات الاكتئاب أثناء فترة الحمل، يمكن أن يزيد من خطر إصابة المرأة بسكري الحمل.
وخلال الدراسة المتداخلة، حلَّل الباحثون البيانات التي تم جمعها من جميع حالات الحمل والأطفال في مقاطعة كيبيك بكندا، التي حدثت خلال الفترة من يناير 1998 إلى ديسمبر 2015؛ باستخدام قاعدة بيانات الحمل الكندية، ومن خلالها تم التعرف على بيانات استخدام مضادات الاكتئاب من قبل النساء، اللواتي استخدمن الوصفات الطبية المضادة للاكتئاب بين اليوم الأول من فترة الحيض الأخيرة (بداية الحمل)، وحتى التاريخ الذي تم فيه تشخيصهن بمرض سكري الحمل.
وتم تحديد حالات سكري الحمل بعد الأسبوع الـ20 من الحمل، وتمت مطابقة هذه البيانات بشكل عشوائي مع البيانات الضابطة، بناءً على عمر الحمل وتاريخ التشخيص لمرض السكري، وغيرهما من البيانات محل اهتمام البحث.
ومن بين أكثر من 20 ألف حالة (20905)، وجد الباحثون أن 4.2 بالمائة استخدموا مضادات الاكتئاب، كما كان لاستخدام مضادات الاكتئاب ارتباط عام مع زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل، وعلى وجه التحديد كانت النساء الأكثر عُرضة للخطر هن أولئك، اللاتي تناولن السيروتونين والنورادرين ومثبطات امتصاص فينلافاكسين والأميتريبتيلين المضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات، وهي بعض مضادات الاكتئاب المعروفة.
وقد أوضح الباحثون فى تقرير دراستهم، أن علاج الاكتئاب أثناء الحمل يُعتبر مصدر قلق كبيرًا، كما يمثل تحديًا حقيقيًا، لأن الاكتئاب منتشر قبل الحمل وخلاله، كما أن الاكتئاب غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى الانتكاس أثناء الحمل، وفي فترة ما بعد الولادة.
ومن ثمَّ، فإن النتائج الضارة المرتبطة باستخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل؛ بما في ذلك الإصابة بداء سكري الحمل، يجب موازنتها مع عواقب الاكتئاب غير المتوسط، خاصة بالنسبة للنساء المصابات بالاكتئاب الشديد؛ ما يعني أن على كل طبيب التعاون مع زملائه في التخصصات المختلفة ذات الصلة؛ لمتابعة كل الجوانب الصحية المتعلقة بالحامل بدقة شديدة؛ لإحداث التوازن اللازم والوصول إلى بر الأمان، مع تفادي أي آثار جانبية.