الصحة والجمال

بحسابات علمية.. «كليفلاند كلينك» تحدّد «عمرك الفسيولوجي»

فريق التحرير

ربما نعرف جميعًا أشخاصًا يبدون أكبر أو أصغر سنًا من أعمارهم الحقيقية، وذلك لأن العمر الزمني- الذي يعني عدد سنواتك على قيد الحياة- لا يتوافق دائمًا مع العمر الفسيولوجي أو مدى شيخوخة جسمك، وقد طوَّر باحثو كليفلاند كلينك مؤخرًا صيغة لحساب العمر الفسيولوجي للشخص، بناءً على مدى أدائه في اختبار إجهاد التمارين، فوجدوا هذه الصيغة أكثر دقة في التنبؤ حول المدة، التي سيعيشها الشخص.

وحسب الباحثون، يمكن باستخدام هذه الصيغة مثلًا، إخبار مريض يبلغ من العمر 45 عامًا بأن لديه رصيد 55 درجة، وأن أداء اختبار التحمُّل لديه أكثر اتساقًا مع أداء شخص أكبر منه بنحو 10 سنوات، وبالتالى فمن غير المرجح أن يعيش طويلًا أو لفترة مماثلة؛ طالما ظل على نفس سلوكه الحياتي، وهو ما قد يسهّل على المرضى فهم مخاطرهم، وقد يشجعهم على ممارسة المزيد في سبيل الحفاظ على صحتهم، ومن ثمَّ الحفاظ على حياتهم، فبينما قد تكون النتائج مطمئنة للبعض، إلا أنها قد تكون بمثابة دعوة لاستيقاظ آخرين، ودق جرس إنذار حول أحوالهم الصحية.

مقياس الصحة A-BEST:

صيغة المقياس التي قدَّمها الباحثون، تبلورت بدراسة أكثر من 126 ألف مريض، تمت إحالتهم لاختبار التمرينات في كليفلاند كلينك في الفترة من 1 يناير 1991 إلى 27 فبراير 2015، وكان متوسط ​​أعمارهم 53.5 عام، وكان 59 في المائة منهم من الرجال، وقد استخدم الباحثون المكونات التالية المقاسة في اختبارات التمرين:

- قدرة التمرين، معبر عنها بمعدل التمثيل الغذائي.

- استجابة معدل ضربات القلب لممارسة الرياضة.

- معدل ضربات القلب أثناء الانتعاش.

ثم أخذوا في الاعتبار استخدام حاصرات بيتا وحاصرات الكالسيوم، التي يمكن أن تُبطئ من معدل ضربات القلب؛ لتطوير صيغة أطلقوا عليها اختصارًا A-BEST، وتم تطوير صيغ منفصلة للرجال والنساء لحساب الاختلافات المتعلقة بالجنس في التمرين، ليتم نشرها في فبراير الماضي قبل الطباعة في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية مؤخرًا؛ ليستخدمها أي طبيب.

وأثناء متابعة متوسطة لمدة تراوحت بين 7 و8 سنوات، توفي نحو 9.929 مريضًا بنسبة 7.9 في المائة، ووجد الباحثون أن كل مكون من العناصر الثلاثة كان له تأثير على الوفيات، فقد ارتبط انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة مع زيادة معدل الوفيات، وعلى عكس ذلك كلما زادت القدرة على ممارسة الرياضة انخفض معدل الوفيات، كما ارتبطت استجابة معدل ضربات القلب غير الطبيعية لممارسة الرياضة مع ارتفاع معدل الوفيات، كما ارتبط الانتعاش غير الطبيعي لمعدل ضربات القلب بعد التمرين أيضًا بارتفاع معدل الوفيات.

وخلال الدراسة، كان للياقة القلبية التنفسية أكبر تأثير على عمر المريض، وفي دراسة مختلفة أجريت على نفس المرضى، وجد الباحثون أن الأشخاص الأقل ملاءمة، لديهم أعلى مخاطر للوفاة من أي سبب، على العكس من الأفراد الملائمين للغاية، الذين لديهم أدنى خطر بغض النظر عن أعمارهم، كما لم يكن هناك حد أقصى للاستفادة؛ لكن عواقب تدهور اللياقة القلبية التنفسية كانت واضحة؛ حيث كانت الزيادة في الوفيات المرتبطة بسوء اللياقة القلبية التنفسية مساوية، أو أكبر من عوامل الخطر التقليدية؛ بما في ذلك مرض الشريان التاجي والتدخين والسكري.

مرر للأسفل للمزيد