الصحة والجمال

خبراء يحذّرون: «السكر المضاف» خطير على الصغار والكبار

دراسات: يُزيد معدلات السمنة وأمراض القلب

فريق التحرير

بالتأكيد يحب الأطفال الحلوى، وكذلك الكثير من البالغين، وحسب الخبراء، فحتى المواليد الجدد يفضلون بشكل فطري حليب الأم بسبب حلاوته، والنظرية السائدة هي أن مذاق الأطعمة السكرية يوفر للبشر في وقت مبكر ميزة تطورية، وفي الطبيعة الأطعمة الحلوة مثل الفواكه أو العسل، تميل إلى أن تكون آمنة وغنية بالسعرات الحرارية، في حين أن الأطعمة المرة تكون أكثر سُمية، لذلك قد يولد البشر برغبة متأصلة في تناول الأطعمة السكرية، التي تتلاشى مع تقدُّم العمر وتجربة تناول الطعام.

وهذا التلاشي شيء جيد؛ حيث ربطت الدراسات مرارًا وتكرارًا بين النظم الغذائية عالية السكر، والمعدلات المرتفعة من السمنة، ومرض السكري من الدرجة الثانية وأمراض القلب، ويبدو أن السكريات المضافة إلى المنتجات المصنعة أو المعبأة (على عكس ما هو موجود بشكل طبيعي في الأغذية الكاملة) غير صحية بشكل خاص، والولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يحد البالغون من تناولهم السكر المضاف إلى أقل من 10 في المائة يوميًا، كما وجدت دراسة أجريت عام 2014 ونشرت في مجلة جاما، أن الأشخاص الذين تجاوزوا هذا الحد اليومي زاد خطر الوفاة لديهم؛ نتيجة أمراض القلب بنسبة 30 في المائة على الأقل.

وتشير الكثير من الأبحاث، التي أجريت حتى الآن، إلى أن تناول كميات مفرطة من السكر أمر بالغ الخطورة على الأطفال مثل البالغين، وتوصي المراكز البحثية بأن يحصل الأطفال في عمر عام وما فوق على أقل من 10 في المائة من السعرات الحرارية اليومية من السكر مثل البالغين، وفي الوقت نفسه تُوصي جمعية القلب الأمريكية بعدم احتواء طعام الأطفال في سن الثانية أو أقل، على سكر إضافي على الإطلاق، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، أي الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و18 عامًا، فإن تناول السكريات المضافة يومياً يجب ألا يتجاوز 25 جرامًا، أي ما يعادل 6 ملاعق شاي تقريبًا.

وقد وجد الباحثون أن الأطفال الصغار، الذين يشربون المشروبات المحلاة بالسكر المضاف، وكذلك الأطفال المولودون لأمهات يشربن هذه المشروبات أثناء الحمل، يميلون إلى تحقيق نتائج أسوأ في اختبارات ذكاء الطفولة واختبار الاستعداد، كما وجدت دراسة أجرتها جامعة بوردو عام 2018، أن أكبر مصدر للسكر في النظام الغذائي للطفل العادي هو المشروبات السكرية، مثل عصير الفاكهة والصودا والمشروبات الرياضية، ووجدت دراسة ذات صلة صدرت عام 2015، أن الأطفال الذين تناولوا الصودا وعصير الفاكهة والمشروبات السكرية الأخرى، يزيد وزنهم عن الأطفال الذين لم يفعلوا، وقد وجدت أبحاث عديدة أنه مع زيادة تناول السكر المضاف للطفل، يرتفع خطر إصابة هذا الطفل بارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد والسكري.

وحسب الخبراء، يجب الإقرار بأن الحلويات ليست كلها سيئة، ولا يجب حرمان الأطفال، ولكن يجب التعامل مع السكر بجرعات صغيرة وباعتدال؛ حيث تحتوي الحلوى الموجودة الآن على كميات عالية من السكر أكثر بكثير مما كان عليه في الأجيال السابقة؛ حيث تعتمد صناعة المواد الغذائية على ذلك في ترويج منتجاتها، فالأطفال لا يميلون إلى الاستمتاع بالأطعمة الحامضة أو المالحة، ولكن إضافة السكر إلى هذه الأطعمة يساعد على إخفاء هذه الأذواق، فالسكر يغطي الحامض في عصير الليمون، أو المر في الشوكولاتة، أو المالح في الفول السوداني.

ولذلك يوصي الخبراء بتجنُّب الأطعمة المصنّعة أو المعلّبة، وبالنسبة للآباء والأمهات الذين ليس لديهم الوقت أو الموارد لإعداد الطعام من الصفر، يقترح الخبراء تسوّق منتجات تحتوي على القليل من السكر المضاف أو بدونه، كما أن الفواكه والخضروات والحليب غير المحلى أو الزبادي والأطعمة الكاملة الأخرى، التي تحتوي على السكر بشكل طبيعي، كلها إضافات صحية لنظام غذائي رائع للطفل، كما أن تشجيع أطفالك على شرب الماء أو الحليب بدلًا من المشروبات السكرية أمر مهم وضروري لصحتهم.

مرر للأسفل للمزيد