أنت تعرف هذا الشعور بالهدوء، الذي يغمرك عندما تستمع إلى الماء المتدفق أسفل مجرى مائي، أو سمع صوت الصدى في مهب الريح، ولكنك لم تسأل نفسك لماذا ينتابني هذا الشعور؟
حسنًا فقد أجاب العلماء عن هذا السؤال، ويقول الباحثون إنهم حدَّدوا تفسيرًا علميًا لما تسببه أصوات الطبيعة من تأثير تصالحي على نفسيتنا، ووفقًا لدراستهم فإن هذه الأصوات تغير فعليًا الصلات في المخ، مما يقلل ما يسمى غريزة القتال في الجسم.
وبالطبع فقد تم ربط الأصوات الطبيعية والبيئات الخضراء بالاسترخاء والرفاهية لمئات السنين، ولكن الجديد هو استخدام فحوصات الدماغ ومراقبة معدل ضربات القلب والتجارب السلوكية، التي أشارت إلى سبب فسيولوجي لهذه التأثيرات، وعندما درسوا نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، لاحظ الباحثون أن النشاط في شبكة الوضع الافتراضي للمخ تتباين تبعًا لأصوات الخلفية التي يتم تشغيلها، وعلى وجه التحديد ارتبط الاستماع إلى الأصوات الاصطناعية بأنماط من الاهتمام الداخلي، بينما أثارت أصوات الطبيعة المزيد من الاهتمام الخارجي.
ويمكن أن يشمل الاهتمام، الذي يركز على الداخل القلق بشأن أشياء خاصة بأنماط الفرد، التي تم ربطها بالحالات التي تنطوي على الإجهاد النفسي، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة، فكانت أوقات رد فعل المشاركين أبطأ عندما استمعوا إلى أصوات اصطناعية، مقارنة بالأصوات الطبيعية أيضًا.
كما تم اكتشاف اختلافات طفيفة في معدل ضربات القلب، مما يشير إلى حدوث تحول في استجابة الجهاز العصبي اللاإرادي للجسم، وبشكل عام ارتبطت أصوات الطبيعة بانخفاض في استجابة الجسم التي تسبب الشعور بالقتال أو الهروب، وزيادة في الاستجابة غير المتجانسة تلك، التي تساعد الجسم على الاسترخاء وعمله في الظروف العادية، وهو ما جعل الخبراء يوصون بالخروج في الهواء الطلق للاستراحة أو الاستماع إلى أصوات الطبيعة، كما أوصى بعضهم باستخدام تطبيقات لتشغيل مثل هذه الأصوات حتى في المكاتب أثناء العمل، فبمجرد أن تستقر على صوت طبيعي تجده لطيفًا، فقد يساعد في تحقق الهدوء النفسي، فيما يؤكد هؤلاء أنه قد لا يكون لأصوات الغابات المطيرة مثلًا تأثير الاسترخاء القوي عليك إلا إذا كنت معتادًا على الغابات المطيرة.