الصحة والجمال

دراسة: التفكير في الكوليسترول مبكّرًا ينقذك من «مشكلات صحية»

أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب..

فريق التحرير

أكّدت دراسة جديدة أن متابعة الكوليسترول في الدم -وبشكل خاص الضارّ- قد تحدّ من الإصابة بمشكلات القلب وبعض الأمراض الأخرى مع تقدم العمر.

من المعروف أن ارتفاع الكوليسترول هو أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب، ولكن على الرغم من أن الكثير من المراكز الصحية حول العالم توصي بإجراء اختبارات منتظمة للكوليسترول ابتداءً من سن العشرين، إلا أن الكثير منا لا يعطون الكوليسترول أو أمراض القلب، الكثير من الاهتمام والتفكير المبكر.

الكوليسترول الضارّ

ومؤخرًا نشرت مجلة لانسيت دراسة جديدة، أضافت سببًا نموذجيًّا لعدم تأجيل فحص الكوليسترول وعلاجه، حيث أكدت أن مستويات الكوليسترول الضارّ المرتفعة في الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية. وخلال الدراسة قام الباحثون بجمع بيانات من 38 دراسة أجريت في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، تضمّ حوالي 400 ألف شخص غير مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، أعمار ثلثهم أقل من 45 عامًا، وفي بداية كل دراسة تم قياس مستويات الكوليسترول لدى المشاركين، وأجابوا أسئلة حول تاريخهم الطبي ونمط حياتهم والتركيبة السكانية، وخلال فترة متابعة تصل إلى 43 عامًا، أصيب ما يقرب من 55 ألفًا من المشاركين في الدراسة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

وقد استخدم الباحثون تلك المعلومات لإيجاد صلات بين مستويات الكوليسترول في الأساس ومشكلات القلب المتأخرة، ولإنشاء نموذج للتنبؤ بخطر الإصابة بمشكلات القلب بناءً على الجنس والعمر وعوامل الخطر الشائعة، بما في ذلك حالة التدخين وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم، وتشخيص مرض السكري وأنظمة الدواء.

تأثير سلبي

وبناءً على هذا النموذج قدر الباحثون أن رجلًا أصغر من 45 عامًا لديه كوليسترولHDL يتراوح بين 145- 185 ملج/ديسيلتر (المستويات التي تقل عن 130 ملج/ديسيلتر تعتبر صحية) سيكون لديه على الأقل اثنان من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، وبنسبة 29 في المئة فرصة للإصابة بمشكلة في القلب قبل سنّ 75 عامًا، وفي الوقت نفسه فإن الرجل الذي يزيد عمره عن 60 عامًا، وله نفس الخصائص تمامًا سيكون لديه احتمال بنسبة 21 في المئة للإصابة بمشكلة في القلب عند عمر 75 عامًا، بالنسبة للنساء كانت هذه الأرقام 16 و 12 في المئة على التوالي.

تفسيرات ونتائج

وحسب الباحثون فإن أحد التفسيرات هو أن البالغين الأصغر سنًّا الذين لديهم بالفعل نسبة عالية من الكوليسترول في الدم، يمكن أن يتوقعوا أن يتراكم الضرر على مدى فترة زمنية أطول، في حين أن البالغين الأكبر سنًّا قد طوروا المشكلة في وقت لاحق، وكان لديهم وقت أقل لذلك التقدم للوصول إلى المستويات الحرجة، ومن الممكن أيضًا أن يكون كبار السنّ الذين استوفوا المعايير الأولية للدراسة لعدم إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية في صحة أفضل من أقرانهم بشكل عامّ.

وفي حين أن أي تقدير للنمذجة يترك مجالًا للخطأ، تؤكد الدراسة على أهمية خفض الكوليسترول المرتفع في وقت مبكر، ومن الناحية المثالية منعه في المقام الأول، ويقدر باحثو الدراسة أن رجلًا أصغر من 45 عامًا يقلل من مستويات الكوليسترول غير عالي الكثافة، يمكن أن يخفض فرصته في الإصابة بمشكلات قلبية متأخرة من 29 إلى 6 في المئة، في حين أن احتمال إصابة المرأة الشابة قد ينخفض من 16 إلى 4 في المئة.

ويمكن للأطباء أن يصفوا الأدوية لخفض الكوليسترول في الدم، لكن يمكن أن تحدث خيارات نمط الحياة فرقًا كبيرًا أيضًا، فالنظام الغذائي هو من بين أهم التدخلات في هذا الخصوص، وهناك بعض النقاش حول ما إذا كانت الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول الغذائي مثل البيض، ترفع بالفعل نسبة الكوليسترول في الدم.

وحسب الخبراء لم تعد الإرشادات الغذائية في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تحدد سقف الكوليسترول بشكل صريح، لكنهم ما زالوا يوصون بالحدّ من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، مثل اللحوم الدهنية ومنتجات الألبان الغنية بالدهون، لأسباب صحية متنوعة.

وبدلًا من ذلك، يجب أن يأكل الناس الكثير من المنتجات والحبوب الكاملة والدهون الصحية، مثل تلك الموجودة في الأسماك والأفوكادو، كما يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام، مع تخفيف التوتر، والحصول على كثير من النوم وتجنب التدخين، وبالطبع الحفاظ على فحص الكوليسترول في الدم بشكل دوري.

مرر للأسفل للمزيد