كشفت دراسة حديثة، أنّ النوم يقي الجسم من الجراثيم؛ وذلك تطبيقًا للمقولة الدارجة بين الأمهات لأبنائهم «إن أصابتك نوبة برد فالنوم أفضل علاج».
وذكرت وكالة «رويترز»، أنّ باحثين ألمان اكتشفوا سبيلًا تزيد من خلاله قدرة النوم على درء نوبة برد؛ حيث يُعزّز النوم فيما يبدو كفاءة خلايا مناعية معينة من خلال تحسين فرص تعلقها بالخلايا المصابة بفيروسات وتدميرها في النهاية.
وركّز الباحثون اهتمامهم على الخلايا «تي» التي تتصدى للإصابات المعدية، فعندما ترصد هذه الخلايا خلية مصابة بعدوى فيروسية، فإنّها تعكف على تنشيط بروتين لزج يعرف باسم «الإنتجرين» يسمح لها بالتعلق بتلك الخلية.
واستطاع الباحثون أن يبرهنوا أنّ قلة النوم وكذلك فترات التوتر الطويلة، تؤدي إلى رفع مستويات الهرمونات التي تعرقل فيما يبدو عملية الانتقال التي تساعد في تنشيط البروتينات اللزجة.
وصرح ستويان ديميتروف الباحث بجامعة توبينن بألمانيا وقائد فريق الدراسة، بأنّه إذا أراد إنسان أن يُقوِّي جهاز المناعة فعليه أن يحصل على كمية النوم المطلوبة كل ليلة وأن يتجنب التوتر المزمن.
وأوضح الدكتور لويس دو بالو أستاذ أمراض الرئة والحالات الحرجة واضطرابات النوم بكلية آيكان للطب في ماونت سايناي بمدينة نيويورك، أنّ قلة النوم يمكن أن تؤثر على جهاز المناعة.
وأضاف في رسالة للوكالة عبر البريد الإلكتروني: «أظهرت دراسات إكلينيكية عديدة أنّ من لا يحصلون على قدر كافٍ من النوم أكثر عرضة للمرض بعد تعرضهم للفيروسات، إلا أنّ هذه الدراسة الجديدة تظهر طريقًا آخر للجزئيات ربما يؤدي فيه النوم بالعمق والقدر الكافيين إلى تعزيز المناعة عبر الخلايا المعروفة بالخلايا تي».
وأوضح دو بالو، الذي لم يشارك في الدراسة: «هذا البحث يعرض آليةً أخرى ذات وصف فريد تقف وراء بعض التأثيرات الداعمة للمناعة المترتبة على النوم».
وسبق أن توصّلت دراسات إلى أنّ النوم له فوائد عديدة لجسم الإنسان وصحته، منها المحافظة على النوم، وتعزيز وظائف الدماغ، وتعزيز الأداء الرياضي، والوقاية من الأمراض مثل القلب والسكتة الدماغية كما يؤثر على نسبة السكر في الدم، والوقاية من الاكتئاب، وتحسين نظام المناعة في الجسم.