يعتبر الصداع، أحد الآثار الجانبية لمجموعة واسعة من الأدوية الشائع تناولها سواء يتم تناولها بشكل مستمر لعلاج حالة مرضية مزمنة، أو تناولها من آن إلى آخر لعارض صحي، أو نتيجة الإفراط في تكرار تناولها بخلاف النصيحة الطبية.
- أدوية الصداع: بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الصداع يمكن أن تسبب الصداع بالفعل، وبنوعية مزعجة من الصداع، أكثر من الصداع الأصلي الذي من أجله تناولها المرء.
وطبيًا يُسمى هذا الصداع الناجم عن الإفراط في تناول أدوية علاج الصداع أو أدوية تخفيف الألم، بـ«الصداع الارتدادي» Rebound Headache. ويحدث ذلك عند استخدامها عدة مرات في الأسبوع. ومع زوال مفعول تلك الأدوية في الجسم، فإنك تُصاب بالصداع مرة أخرى، ما يؤدي بك إلى تكرار تناول المزيد منها. وفي النهاية، تجد نفسك تعاني من الصداع أكثر فأكثر.
ويمكن أن تحدث هذه المشكلة مع أدوية علاج الصداع وتخفيف الألم التي تحتاج إلى وصفة طبية، وكذلك الأدوية التي تُصرف دون الحاجة إلى وصفة طبية. ومن أمثلة الأدوية التي يمكن أن تسبب الصداع الارتدادي: الإسبرين، أسِيتامينوفين (تايلينول)، باراسيتامول (بانادول)، إيبوبروفين (بروفين)، نابروكسين، ديكلوفيناك (فولتارين)، مسكنات الآلام المحتوية على الكوديين، مسكنات الآلام المحتوية على الكافيين، التريبتان من أدوية علاج الصداع النصفي (المياجرين).
قال أطباء الأعصاب في «مايو كلينك»، إن «الاستخدام المتكرر لأدوية الصداع يَزيد خطر الإصابة لديكَ، إذا استعملتَ مجموعة من مسكِنات الآلام أو الإرغوتامين أو التريبتانات لمدة عشرة أيام أو أكثر في الشهر، أو عند استخدام مسكِّن الألم العادي لأكثر من 15 يومًا في الشهر، خصوصًا إذا استمر هذا الاستخدام المتكرر لثلاثة أشهر أو أكثر».
وأفضل طريقة لعلاج الصداع الارتدادي هي التوقف فورًا عن تناول الدواء المسكن للألم. لكن ضع في اعتبارك أنه عند التوقف فورًا عن تناول ذلك الدواء، قد تصاب بـ«أعراض الانسحاب» Withdrawal Symptoms، مثل الغثيان، أو مشكلات النوم أو الصداع الأسوأ. ولذا قد ينصح الطبيب بتقليل الجرعة تدريجيًا، ثم التوقف التام.
- حبوب منع الحمل: إن بعض النساء اللواتي يُعانين بالأصل من الصداع النصفي، يتحسن لديهن ذلك الصداع بتناول حبوب منع الحمل. ونساء أخريات ممن لم يكنَّ يُعانين من الصداع النصفي، تبدأ معاناتهن من الصداع بتناولهن حبوب منع الحمل أو غيرها من وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل اللصقة أو الحلقة المهبلية.
وقد تحتوي حبوب منع الحمل الهرمونية على هرمون إستروجين Estrogen مع هرمون بروجيسترون Progesterone، ويتم توزيع نسبة احتواء الحبة الدوائية منها وفق ترتيب محدد لأيام الشهر. أي أن في بعض الأيام، قد لا تحتوي الحبوب المخصصة لها على هرمون إستروجين بالذات. وتسمى أيام تناول الحبوب غير الفعالة (الوهمية).
وغالبًا ما يكون الصداع عند تناول حبوب منع الحمل؛ بسبب انخفاض هرمون الإستروجين الذي يحدث خلال فترة تناول الحبوب غير الفعالة. وباستشارة الطبيب، فإن ما يمكن أن يساعد، استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على عدد أقل من أيام حبوب منع الحمل غير الفعالة، أو استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على مستويات أقل من الإستروجين، أو تناول أدوية للصداع خلال أيام حبوب منع الحمل غير الفعالة، أو تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط بدلاً من مزيج الإستروجين والبروجستين، أو اللجوء إلى اللولب IUD كوسيلة بديلة لمنع الحمل.
وكذلك الحال عند تناول العلاج بالهرمونات البديلة HRT؛ لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي، إذْ قد يتسبب بالصداع. وتجدر حينها مناقشة الأمر مع الطبيب، وثمة عدة حلول علاجية للتغلب على هذه المشكلة.
- أدوية النترات: تعمل هذه الأدوية على توسيع الأوعية الدموية؛ لزيادة تدفق الدم بسهولة أكبر إلى عضلة القلب. ولذا يتم وضعها تحت اللسان، كي تمتصها أوردة ما تحت اللسان وتوصلها للقلب مباشرة، في حالات نوبات الذبحة الصدرية. أو يتم تناولها ككبسولات دوائية كل 12 ساعة، وبشكل روتيني يومي، للوقاية من الذبحة الصدرية.
والصداع من الآثار الجانبية الشائعة لأدوية النترات، وربما نتيجة توسيع الأوعية الدموية في مناطق مختلفة من أجزاء الرأس. ويمكن أن يُصاب المريض بصداع خفيف إلى متوسط بعد فترة وجيزة من تناول الدواء، أو قد يُصاب بالصداع النصفي الشديد بعد حوالي 3 إلى 6 ساعات. كما قد يرافق ذلك غثيان أو قيء أو حساسية من الضوء. وقد يختفي الصداع عندما يعتاد الجسم على الدواء.
وإذا كان الشخص يتناول النترات، وبدأ في الشعور بالصداع، فعليه أن يستمر في تناول الدواء والتحدث إلى طبيب. المهم ألا يحاول علاج نفسه بنفسه. وتحديدًا، قد تكون بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج الصداع النصفي، مثل أدوية التريبتان، غير آمنة التناول لبعض مرضى القلب. كما أن التوقف تمامًا عن تناولها قد يضر القلب.
- حبوب الفيتامينات: هناك بعض الفيتامينات التي يؤدي الإفراط في تناولها إلى التسبب في الصداع. وأيضًا تناول بعض المعادن، بما في ذلك حبوب مكملات الزنك ومكملات الحديد، قد يرتبط بالصداع كأثر جانبي للجرعات الزائدة منهما.
والإفراط في تناول بعض أنواع الفيتامينات ليس بالضرورة؛ بسبب الإفراط في تناول تلك الحبوب الدوائية المحتوية على أنواع عدة من الفيتامينات؛ بل تناولها مع تناول أطعمة غنية بالأصل أو معززة بأنواع من الفيتامينات. ولذا فإن تناول حبوب الفيتامينات يجدر أن يكون بعد استشارة الطبيب، وليس سلوكًا روتينيًا.
وتتضمن قائمة الفيتامينات التي تم ربطها بالصداع كأثر جانبي، كلًا من فيتامين إيه A، وفيتامينات بي B، وفيتامين سي C، وفيتامين دي D، وفيتامين إي E.
- أدوية القلب وارتفاع الضغط: هناك عدة أدوية تُستخدم في معالجة مرضى القلب أو ارتفاع ضغط الدم، وقد تتسبب في الصداع.
ومنها أدوية فئة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE التي هي أدوية تعمل على إرخاء الأوردة والشرايين لخفض ضغط الدم. ومن أمثلتها كابتوبريل، وإينالابريل، وفوسينوبريل، وبيريندوبريل. وتُستخدم في حالات ارتفاع ضغط الدم، وأمراض شرايين القلب، وضعف القلب، وغيرها. ومن الآثار الجانبية لها الصداع.
وكذلك أدوية حاصرات «ألفا» تُستخدم للمعالجة في بعض حالات ارتفاع ضغط الدم؛ لأنها تقلل من ضغط الدم عبر إرخاء الأوعية الدموية؛ ما يسمح للدم بالتدفق بحرية أكبر، والصداع أحد الآثار الجانبية المحتملة لتناولها.
وتوجد أدوية أخرى من مجموعة موسعات الشرايين Vasodilators، ومنها الهيدرالازين ومينوكسيديل.
وعادة تُوصف هذه الأدوية للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد والمستمر. والصداع أحد الآثار الجانبية لها.
ومن بين الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج بعض الحالات لدى مرضى القلب، عقار أميودارون لضبط اضطرابات نبض القلب الذي قد يتسبب في الصداع.
وكذلك دواء بيسوبرولول ولابيتالول، من فئة حاصرات «بيتا»، المستخدمة إما في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم وإما في علاج اضطرابات نبض القلب أو ضعف القلب أو أمراض شرايين القلب. وأيضًا دواء كانديسارتان المستخدم في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم أو ضعف القلب أو أمراض شرايين القلب.
وكذلك أنواع من أدوية مُدرات البول.