أظهرت دراسة حديثة أنَّ أصحاب العمل هم المصدر الأكثر مصداقية خلال مواجهة أزمة كورونا المستجد، فيما تزايد الاعتماد على وسائل الإعلام كمصدرٍ للمعلومات بشكل كبير، فضلًا عن تزايد الثقة في الأطباء والعلماء.
وأكَّدت الدراسة الصادرة عن شركة أيدلمان للاتصالات والاستشارات، الدور الذي ينبغي على قطاع الأعمال القيام به كمصدر للمعلومات الموثوقة في الوقت المناسب، وتوصلت إلى أنَّ أصحاب العمل هم المصدر الأكثر مصداقية، فيما واجهت الحكومات ووسائل الإعلام بعض التحديات الخاصة بالثقة.
وأظهر المؤشر أنَّ أصحاب العمل كانوا المؤسسات الأكثر ثقةً عن الأعمال التجارية بشكل عام، والمنظمات غير الحكومية بفارق 27 نقطة عن الحكومات ووسائل الإعلام. وقال 63% من المشاركين في الدراسة، إنهم سيصدّقون المعلومات القادمة من المصادر الإعلامية بعد رسالة أو اثنتين، مقابل 58% للمواقع الإلكترونية الحكومية و51% لوسائل الإعلام التقليدية.
وقال أكثر من ثلث الأشخاص المشاركين في الدراسة إنّهم لن يصدقوا المعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ما لم يتم نشرها في أي مصدر آخر.
كما أظهرت الدراسة أن المؤسسات الإخبارية الرئيسية هي مصدر المعلومات الذي يتم الاعتماد عليه بشكل كبير، يعتمد الناس على وسائل الإعلام الرئيسية ضعف اعتمادهم على مؤسسات الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية) أو المؤسسات الصحية الوطنية (مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها).
ويأتي كل من الأصدقاء والعائلة ووسائل التواصل الاجتماعي في مراتب متأخرة من حيث مصادر المعلومات التي يتم الاعتماد عليها، باستثناء الأسواق النامية مثل جنوب إفريقيا. ويعتمد الشباب بشكل متساوٍ على وسائل التواصل الاجتماعي (54%) ووسائل الإعلام الرئيسية (56%) في حين أن الأشخاص الأكبر سنًا والذين تصل أعمارهم إلى أكثر من 55 عامًا يعتبرون وسائل الإعلام الرئيسية أكثر موثوقية بثلاثة أضعاف مقارنةً بوسائل التواصل الاجتماعي. وهناك قلق واضح بشأن انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة حول الفيروس (74% ).
وشدَّتت الدراسة على أنَّ العلماء والأطباء أكثر المتحدثين الموثوقين بالإضافة إلى مسؤولي منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (تتراوح النسبة بين 68% و83%). وهناك أيضًا من يعتمد على الأشخاص المماثلين له (63%)، فيما ظهرت الحاجة إلى المعلومات بشكل متكرر.
ويرتفع معدل تكرار متابعة الأخبار بشكل كبير في أسواق مثل إيطاليا وكوريا الجنوبية واليابان، مشيرة إلى أن أصحاب العمل مستعدون بشكل أفضل من الدول – في 8 من أصل 10 دول، وتوقعت الدراسة تعاون الحكومات وقطاع الأعمال لاستكمال إجراءات الثقة لتجاوز هذه الأزمة، كما توقع78% من المشاركين أن يتصرَّف قطاع الأعمال لحماية الموظفين والمجتمع المحلي، فيما يتوقع 79% من الشركات إضفاء المرونة على عملياتها لتتكيف مع الظروف الراهنة؛ مثل السماح للموظفين بالعمل عن بعد.
وطالبت الدراسة أصحاب العمل مشاركة المعلومات– يرغب الموظفون في توضيح كل شيء، بدءًا من عدد الزملاء الذين أصيبوا بالفيروس (57%) إلى كيفية تأثير الفيروس على سير العمل في المؤسسة (53%).
ويرغب الموظفون في أن يتم إبلاغهم بمعلومات أخرى بخلاف تلك التي تؤثر على سير العمل في المؤسسة، مثل النصائح بشأن السفر وما يمكن القيام به لوقف انتشار الفيروس. ويرغب الموظفون في الحصول على المعلومات عبر البريد الإلكتروني أو النشرات الإخبارية (48%)، والمنشورات على الموقع الإلكتروني للشركة (33%)، وعبر الهاتف أو مؤتمرات الفيديو (23%).
يشار إلى أنَّ الدراسة شملت10 دول بين يومي 6 و10 مارس في كل من البرازيل وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.