قالت الحكومة الإسبانية، إن ممثلي 196 دولة، بينهم 50 رئيسًا ورئيس حكومة، سيشاركون في قمة المناخ «كوب 25»، التي تحتضنها مدريد من 2 إلى 13 ديسمبر المقبل.
وصرحت مدريد أن الأمين العامّ لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، سيفتتحان القمة.
ومن المقرر أن يمثل الولايات المتحدة، التي أعلنت انسحابها في وقت سابق من اتفاق باريس للمناخ، 16 عضوًا من مجلسي النواب والشيوخ برئاسة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
وستحتفظ تشيلي برئاسة قمة المناخ "كوب -25" رغم نقل مكان انعقادها، الذي كان مقررًا أن يكون في العاصمة سانتياغو، وتم نقله إلى مدريد بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد، والاحتجاجات التي لا تزال تجري هناك منذ أكثر من شهر.
وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي يتم خلالها البحث عن مكان جديد للتجمع السنوي، حيث كان من المقرر أن ينعقد في البرازيل والتي رحبت في البداية قبل أن تتراجع بعد تولي الرئيس الجديد "جير بولسونارو" منصبه في يناير الماضي.
وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في تشيلي خلال تلك القمة مع خطط لتوقيع المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية لكن ترامب أعلن مؤخرًا أنه سيتم تحديد مكان آخر قريبًا.
من المتوقع أن يكون الاتفاق على جعل الاتحاد الأوروبي أول مناطق العالم التي تطبق «حياد المناخ» بحلول عام 2050 أكبر تحد يواجهه قادة الاتحاد في قمتهم المقبلة.
وأفادت وثيقة أوروبية بأن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول منتصف القرن، والذي كان حجر الزاوية للاتفاق الأخضر الذي تعهدت به الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية أوزولا فون دي لاين، سيكون من بين القضايا الرئيسية التي سيناقشها قادة دول الاتحاد الأوروبي يومي 12 و13 ديسمبر.
وعلى الرغم من أن معظم الدول تؤيد هذا التحول غير المسبوق، تقود بولندا مجموعة صغيرة من دول شرق أوروبا التي تطالب بضمانات مالية.
ووفقًا لأول توجيهات أوروبية للقمة، حصلت عليها وكالة بلومبرج للأنباء، خلال الاجتماع الذي سيعقد في بروكسل، فإن القادة «سيهدفون إلى إلزام الاتحاد الأوروبي بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050 وتحديد الإطار الذي سيسمح له بالوصول إلى هذا الهدف».
وسيساعد الاتفاق المحتمل في تعزيز قيادة الاتحاد الأوروبي في الكفاح العالمي ضد تغير المناخ في الوقت الذي يجتمع فيه مبعوثون من أكثر من 190 دولة في مدريد لحضور محادثات الأمم المتحدة السنوية الخاصة بالمناخ.
وبمجرد التصديق عليه، سيتم تقديم الهدف الأوروبي الجديد في بداية العام المقبل كإسهام جديد بموجب اتفاق باريس للمناخ، وفقًا لوثيقة الاتحاد الأوروبي، وهذا سيضع الاتحاد قبل دول أخرى تصدر كميات كبيرة من الانبعاثات مثل الصين والهند واليابان التي لم تقم حتى الآن بترجمة تعهداتها الطوعية في باريس بإجراءات وطنية ملزمة على نفس القدر من الطموح.
وأعلن البرلمان الأوروبي، أمس، «حالة الطوارئ» المناخية والبيئية، في تصويت رمزي يهدف إلى إبقاء الضغط على قادة الاتحاد الأوروبي مع اقتراب انعقاد قمة المناخ «كوب 25» في إسبانيا، وعلى أعتاب تسلّم فريق جديد السلطة التنفيذية الأوروبية.
ويؤكد القرار الذي جرى تبنّيه بغالبية مريحة (429 مؤيدًا في مقابل 255 معارضًا وامتناع 19 آخرين)، التزام البرلمان بالعمل على «الحد من الاحتباس الحراري للكوكب عند 1.5 درجات، وتجنّب خسارة كبيرة على صعيد التنوع البيولوجي».
ويأتي هذا التصويت عقب سلسلة من الجلسات المماثلة في عدد من البرلمانات الوطنية، بخاصة في فرنسا والمملكة المتحدة والنمسا، كما أوضح تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، وقال باسكال كانفان، رئيس لجنة البيئة في البرلمان الأوروبي والمنتمي إلى مجموعة «تجديد أوروبا» التي تضم ليبراليين ووسطيين: «واقع أن تكون أوروبا القارة الأولى التي تعلن حالة الطوارئ المناخية والبيئية، تمامًا قبيل قمة (كوب 25)، وعلى أعتاب تقلّد المفوضية الجديدة مهامها، وبعد ثلاثة أسابيع من تأكيد (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس، يمثّل رسالة قوية للمواطنين وللعالم كله».
ولم ينضمّ «الحزب الشعبي الأوروبي» إلى «تجديد أوروبا» والاشتراكيين- الديمقراطيين والخضر في صياغة النص المشترك لمقترح القانون. وانقسم نواب هذه المجموعة خلال التصويت النهائي، إذ صوّت نحو نصفهم تأييدًا للنص.
وأعلن بيتر لييس باسم «الشعبي الأوروبي»، أنّه «ثمة حاجة ملحة للعمل، ولكن ليس لإعلان حال طوارئ».
وصوّت البرلمان الأوروبي الذي يتخذ موقفا أشد من الدول الأعضاء في ما يخص مستوى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، على نصّ ثانٍ أمس، تحضيرًا لقمة «كوب 25»، التي تنطلق أعمالها بداية ديسمبر في مدريد، ويدعو النص مجددًا الدول الأعضاء الـ28 إلى التوافق خلال قمة مرتقبة في ديسمبر حول هدف «حياد الكربون» بحلول عام 2050 كحد أقصى.
يأتي ذلك بعد أيام من تحذير الأمم المتحدة في تقييمها السنوي حول غازات الاحتباس الحراري من أن العالم سيفوّت فرصة لتفادي كارثة مناخية، «إذا لم يقم بخفض فوري» وشبه مستحيل في انبعاثات الوقود الأحفوري.
وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الانبعاثات العالمية يجب أن تنخفض بنسبة 7. 6 في المئة سنويًّا حتى عام 2030 من أجل احتواء ارتفاع درجات الحرارة دون 1.5 درجة مئوية.
لكنّ الحقيقة القاسية أن الانبعاثات ارتفعت بمعدل 1.5 في المئة سنويًّا خلال العقد الماضي لتبلغ مستوى قياسيًّا بلغ 55.3 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون أو غازات الاحتباس الحراري في عام 2018، بعد ثلاث سنوات من توقيع 195 دولة على اتفاق باريس للمناخ، وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الإثنين، إن تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي سجلت رقمًا قياسيًّا في عام 2018.
وتدعو اتفاقية باريس للمناخ إلى احتواء الاحترار المناخي تحت الدرجتين المئويتين وبحدود 1.5 درجة إن أمكن.