منوعات

لـ«مرضى ألزهايمر»: الحياة الصحية تحدّ من المخاطر الجينية

دراستان تجدّدان الأمل..

فريق التحرير

لم يكن هناك الكثير من الأخبار الجيدة حول مرض ألزهايمر مؤخرًا، خاصة بعد الإعلان في مارس الماضي عن فشل تجربة واعدة للعلاج المحتمل بالعقاقير، مع وقف دراسة لفئة أخرى من العلاجات لمرض التنكس العصبي، ولكن خلال المؤتمر السنوي لجمعية ألزهايمر الدولية الذي عُقد خلال الشهر الجاري، أبلغ الباحثون عن نتائج مشجعة في اثنتين من الدراسات المُقدمة.

ففي إحداهما، تابع العلماء ما يقرب من 2500 شخص لمدة عشر سنوات تقريبًا في العديد من عوامل نمط الحياة: النظام الغذائي، التدخين، مقدار النشاط البدني، مقدار النشاط المعرفي.. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين أبلغوا عن أنماط حياة صحية بشكل عام (التزموا بنظام غذائي قليل الدسم، لم يدخنوا، مارسوا رياضة على الأقل 150 دقيقة كل أسبوع، التزموا بالحد من الكحول، شاركوا في بعض الأنشطة المعرفية) كانت لديهم مستويات خطورة أقل لمرض ألزهايمر، وكلما زادت الأنشطة الصحية التي التزم بها هؤلاء قل الخطر، مقارنةً بأولئك الذين اتبعوا سلوكًا صحيًا واحدًا فقط، وكذلك قلت نسبة الخطورة كلما اتبعوا عددًا أكبر من عوامل نمط الحياة الصحية، وقد ركزت الدراسة السابقة في الغالب على دراسة كيفية تأثير العوامل الفردية مثل النظام الغذائي أو النشاط البدني على خطر الخرف، ولكن هذه الدراسة أظهرت عوامل أخرى قد يكون لها تأثير إضافي.

وفي الدراسة الثانية، قام فريق دولي من الباحثين بتحليل بيانات نحو 200 ألف شخص، في دراسة طويلة لكبار السن تتعقب مجموعة من العوامل المساهمة في مجموعة متنوعة من الأمراض؛ بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والاكتئاب والخرف، وقام العلماء بتجميع قائمة تضم ما يقرب من 250 ألف نوع من المتغيّرات الوراثية، التي قد يكون لها تأثير على أي نوع من أنواع الخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر، ووضع درجة مخاطرة لكل منها بعد تقييم مساهماتها في خطر الخرف، كما قاموا بوضع درجة لنمط الحياة لجميع المشاركين استنادًا إلى أربعة سلوكيات: (تدخين السجائر وممارسة الرياضة والنظام الغذائي واستهلاك الكحول)، وكانت الفكرة هي تحليل كيف أسهمت عوامل الخطر الوراثية وعوامل نمط الحياة في خطر الخرف، وما إذا كانت تتفاعل مع بعضها البعض في التسبب بالخرف.

واتضح عمومًا أن الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر وراثي أكثر عرضة للإصابة بالخرف، مقارنةً بأولئك الذين لديهم درجات وراثية أقل، ورغم ذلك أشارت النتائج إلى أنه مهما كانت المخاطر الجينية، فقد يتمكن الناس من الاستفادة من أسلوب حياة صحي، وأنه من المهم ألا يسقط الناس في فخ التفكير بأنه وفقًا لجيناتك، فإن الخرف أمر لا مفر منه؛ حيث يمكن للنمط العام للسلوكيات الصحية وأسلوب الحياة الصحي أن يُحدث فرقًا.

مرر للأسفل للمزيد