منوعات

السياحة أم التجارة الأكثر تضررًا؟!.. آثار تفشي فيروس كورونا على مؤشرات أداء القطاعات المالية العالمية

ألغى آلاف الحجوزات بالفنادق ويهدد شركان الطيران بخسائر فادحة

فريق التحرير

في خضم الذعر الذي سببه انتشار فيروس كورونا بدول أوروبية وعربية، بعد ظهوره في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي، تراجعت مؤشرات أداء البورصات العالمية في إشارة للآثار السلبية والأضرار التي انعكست على مختلف القطاعات الحيوية العالمية بداية من قطاع السفر والسياحة وحتى حركة التجارة العالمية من الصادرات والواردات مرورًا بالأنشطة الرياضية وغيرها من القطاعات التي تأثرت بهذا المرض الغامض.

فمن بورصة بكين إلى «وول ستريت» مرورًا بالبورصات العربية والعالمية التي تأثرت كل على حد سواء وبنسب مختلفة من آثار الإجراءات الوقائية؛ لاحتواء انتشار فيروس كورونا؛ حيث انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية «داو جونز الصناعي» و«ستاندرد آند بورز» و«ناسداك» الرئيسية تزامنًا مع إعلان ولاية كاليفورنيا عن حالة الطوارئ، بينما تأثرت أسهم شركات الطيران سلبًا بفعل تعثر الطلب على السفر، فيما تحاول منظمة الدول المصدر لخام النفط «أوبك» الاتفاق على خفض الإنتاج 1.5 مليون برميل يوميًّا إضافية في الربع الثاني من 2020 لدعم الأسعار في ظل تفشي فيروس كورونا.

كيف انعكس انتشار فيروس كورونا على قطاع التصدير العالمي؟

كشفت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» ومقرها جنيف، في أحدث تقرير لها، نُشر اليوم الخميس، عن تناول تأثير فيروس كورونا في التجارة بين الدول، وتقيِّيم الآثار الاقتصادية المرتبطة بتفشي الفيروس، أن البيانات الاقتصادية الأولية وفقًا لتحليل مؤتمر الأونكتاد أظهر أن تدابير احتواء الفيروس في جمهورية الصين الشعبية - حيث ظهر تفشي المرض في ديسمبر- والتي باتت خلال العقدين الماضيين أكبر مصدِّر في العالم وجزء لا يتجزأ من شبكات الإنتاج العالمية، قد تسببت بالفعل في انخفاض كبير في الإنتاج وخسائر تقدر بـ50 مليار دولار في قطاع التصدير على المستوى العالمي.

وأوضح مجلس التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة أن انتشار فيروس كورونا في الصين تسبب في انخفاض الإنتاج بنسبة 2% على أساس سنوي، مشيرًا إلى أن في إنتاج الصين له آثار متتالية على الاقتصاد العالمي وسيكون له أثر خارج حدودها وسيؤثر على سلاسل القيمة الإقليمية في مناطق أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وأن القطاعات الأكثر تضررا هي قطاع الأدوات الدقيقة والآلات ومعدات السيارات والاتصالات والاقتصادات الأكثر تضررا هي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا وفيتنام.

الطيران الأكثر تضررًا من إجراءات احتواء «كورونا»

وفي إطار سلسلة من إلغاء رحلات الطيران ووقف بعض الخطوط الجوية رحلاتها إلى بؤر المناطق المصابة بفيروس كورونا وكذلك إحجام المسافرين في الرغبة عن التنقل في ظل تطورات الأوضاع العالمية الجديدة، حذرت الهيئة الدولية للنقل الجوي (إياتا) من قطاع النقل الجوي قد يتكبد خسائر تصل إلى 113 مليار دولار في العائدات؛ بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد الذي يواصل انتشاره في العالم.

وفي وقت سابق من صباح الخميس، أعلنت شركة الطيران البريطانية «فلايبي» -التي تعد من أكبر شركات الطيران في المملكة المتحدة- إفلاسها بعد أن تسبب فيروس كورونا المستجد بخسائر فادحة للشركة التي كانت تعاني أصلا من مصاعب مالية، مشيرة إلى أنها دخلت مرحلة الإفلاس، وباتت تحت الوصاية بعدما تم إيقاف جميع الرحلات الجوية وتوقف عمل الشركة في المملكة المتحدة.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ألكسندر دو جونياك، رئيس الهيئة الدولية للنقل الجوي، قوله: «إن تطور الأحداث نتيجة كوفيد-19 غير مسبوق تقريبا، فخلال ما يزيد بقليل على شهرين أخذت آفاق القطاع في معظم أنحاء العالم انعطافه دراماتيكية نحو الأسوأ».

وعبر سلسلة من التغريدات عبر حسابها الرسمي والموثق بموقع «تويتر»، أوضحت «أياتا» إن أحسن السيناريوهات تشير إلى خسائر بواقع 63 مليار دولار، وذلك في حالة انتشار محدود للفيروس أما حالة الانتشار الكبير للفيروس، وهو ما يبدو أن يحدث الآن، فقد تصل الخسائر إلى 113 مليار دولار، بينما أشارت منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها إن الربع الأول من العام الجاري سجل انخفاضًا بنسبة تتراوح بين 39 و41% في سعة الركاب، وكانت أرقام سابقة تحدثت 70 شركة طيران عالمية ألغت كل رحلاتها إلى الصين المتّجهة من وإلى البر الرئيسي للصين.

تفشي كورونا في إيطاليا كان له انعكاس على حركة السياحة في أوروبا

قبل شهر واحد من عطلة عيد الفصح التي تعد من أكثر العطلات ازدحاما في أوروبا، وتزامنًا مع تفشي فيروس كورونا في إيطاليا التي زاد عدد المصابين فيها نحو أكثر من 3000 مصاب، بينما وصلت حالات الوفاة إلى 148 مصابًا، ألغى العديد من السياح حجوزاتهم للفنادق فيما عمدت الشركات إلى تقييد سفر العاملين فيها، وألغيت معارض تجارية كبرى واختار أصحاب العطلات البقاء في بيوتهم أو تأجيل خططهم لحجز رحلاتهم في عطلات الربيع والصيف.

دفعت سرعة انتشار الفيروس بصناعة السياحة والسفر التي تمثل أكثر من عشرة في المئة من النمو الاقتصادي العالمي إلى واحدة من أسوأ الأزمات العالمية، فيما أوضح المجلس العالمي للسفر والسياحة إن هذه الصناعة أتاحت حوالي 319 مليون وظيفة أي حوالي عشرة في المئة من مجمل الوظائف العالمية في 2018.

مرر للأسفل للمزيد