منوعات

محمد المشالي.. مصر تودع «طبيب الغلابة» المتخصص في علاج الفقراء

توفي بمنزله إثر هبوط في الدورة الدموية.. ودفن دون عزاء بسبب كورونا

فريق التحرير

توفي اليوم الطبيب المصري محمد مشالي، الملقب بـ«طبيب الغلابة»، بعد رحلة عطاء استمرت سنوات طويلة لخدمه الفقراء. 

ونال «طبيب الغلابة»، الدكتور محمد مشالي، شهرة كبيرة بفضل أعماله الخيرية، وتوفي عن عمر يناهز ٧٦ عامًا إثر تعرضه لهبوط مفاجئ في الدورة الدموية.

وقال وليد مشالي نجل الطبيب المصري المعروف، عبر حسابه الشخصي على «فيس بوك»: «انتقل إلى رحمة الله والدي الدكتور محمد عبد الغفار مشالي والدفنة بعد صلاة الظهر بالبحيرة». موضحًا أنَّ والده لم ينقل إلى المستشفى نظرًا لأنَّ الوفاة جاءت طبيعية داخل المنزل.

محمد المشالي.. طبيب الفقراء

ويعتبر الدكتور محمد مشالي أحد أشهر الأطباء في مصر، حيث عرف بتقديم الخدمة الطبية للفقراء بأسعار زهيدة للكشوف في عيادته مع رفضه الحصول على مبالغ من بعض الحالات التي تأتي للعيادة.

وواصل الطبيب محمد مشالي، على مدار الـ50 عامًا الماضية، ، يوميًا من الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساء، بلا إجازات، استقبال مرضاه من الأطفال من جميع قرى ومدن ومراكز محافظة الغربية، التي اشتهر فيها بكفاءته والنظير الزهيد لكشفه، حيث لم يتجاوز طيلة هذه المدة 10 جنيهات مصرية فقط (0.6 دولار).

وتخرج الدكتور محمد المشالي «طبيب الغلابة» من قصر العيني في عام 1968، وتدرج في مسيرته الطويلة في مراتب العمل، وتولى إدارة عدة مستشفيات، وأفسح دائمًا، على الرغم من مشاغله، هامشًا للفقراء في أعماله واهتماماته.

وقضى «طبيب الغلابة» الدكتور محمد المشالي بعد سنوات طويلة قضاها في خدمة الفقراء وفحصهم وعلاجهم في عيادة شعبية بمدينة طنطا في محافظة الغربية، شمالي محافظة القاهرة، العاصمة المصرية، مع رفضه الانتقال منها أو الحصول على مساعدة مادية من أحد.

طبيب الغلابة في الإعلام

عُرف إعلاميًا حين أجرى معه الإعلامي المصري محمود سعد حلقة شهيرة أذيعت بمارس الماضي عبر إحدى الفضائيات المصرية، تحت عنوان «ملاك الغربية»، بعد ذلك الوقت سلط الإعلام المصري أضواءه عليه ليصبح حتى اليوم حديثًا لمواقع التواصل الاجتماعي، ربما كان السبب في ذلك بساطته وتسخيره نفسه وعلمه لمساعدة من يحتاج في ظل ظروف معيشية قاسية يتأثر بها نسبة عريضة من المصريين في المرحلة الحالية.

وذاع صيت الطبيب المصري محمد المشالي أكثر عند رفضه قبول ملايين الجنيهات كتبرع من أحد البرامج التليفزيونية، وقال: «رفضت قبول التبرعات، وأنا أوصيهم بتقديم هذه التبرعات لغير القادرين، وأنا لا أحتاج لها، قدموا هذه التبرعات للأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأيتام، أو من يريد التبرع لي قدموا هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين». مؤكدًا أنه رفض العديد من التكرمات من جهات عديدة.

عقب أول ظهور إعلامي للدكتور مشالي، مارس الماضي، طالب المئات من أبناء مدينة طنطا وسط دلتا مصر، في حملات على صفحات التواصل الاجتماعي، محافظ الغربية بتكريم الدكتور محمد عبدالغفار مشالي، وإطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة طنطا، ومنذ أيام كرمه المتحدث باسم مجلس النواب المصري، الدكتور صلاح حسب الله، موضحًا أن هذا الطبيب قدم عمره لأهل بلده، من أجل خدمتهم وعلاجهم.

العالم ينعى طبيب الغلابة

وتوالت تعليقات المستخدمين على مواقع ومنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي لنعي الدكتور محمد المشالي طبيب الغلابة.

كما شاركت شخصيات عامة عربية وأجنبية في تعزية طبيب الغلابة، حيث نعت المتحدث الإقليمي باسم الحكومة البريطانية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روزى دياز، طبيب الغلابة الدكتور محمد  مشالي، وغردت عبر حسابها الموثق بموقع تويتر، بصورة للدكتور محمد مشالى، وعلقت قائلة: «فقد العالم اليوم إنسانًا عظيمًا كرّس حياته لمساعدة الفقراء وعلاجهم بمقابل رمزي وبدون مقابل».

نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وحاكم إمارة دبي، الدكتور محمد مشالي «طبيب الغلابة»، وقال عبر حسابه الموثق بموقع «تويتر»، «إن الدكتور مشالى صانع أمل من نوع مختلف، طوال ٥٠ عامًا من حياته عمل من أجل الفقراء، وهو نموذج للأطباء وقدوة للعظماء، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من جنته في مقعد صدق عند مليك مقتدر».

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد