منوعات

دراسة هولندية: المستمع يستطيع سماع لغة الجسد دون رؤية الشخص

أجراها عالم بجامعة «رادبود نايميجن»

فريق التحرير

كشفت دراسة هولندية، أنه حينما يحرك الناس أيديهم وأذرعهم أثناء استخدام أصواتهم، يكون المستمعون قادرين على سماعها، حتى بدون رؤية الوسيط الذي يقوم بذلك.

وأكدت الدراسة التي أجراها ويم بو العالم الإدراكي بمعهد داندرز للدماغ والإدراك والسلوك في جامعة «رادبود نايميجن» في هولندا؛ أن أغلبية النّاس يستخدمون لغة الجسد أثناء حديثهم؛ بدايةً من تحريك معصم اليد بقدر ضئيل، إلى استخدام الجسد بالكامل بما في ذلك الذراعان، والأيدي، والأصابع.

وأشارت الدراسة التي نشرها موقع «تكنولوجي نت وورك»، وترجمته «عاجل» إلى أنه يدعم هذا النوع من التواصل «غير اللفظي» ما يقوله الشخص، وفي بعض الحالات، يُصبح جزءًا لا يتجزأ من آليات تفسير المقصد الحقيقي مما يقوله الشخص لفظيًّا.

وقال الباحث: «من حركة معصم صغيرة إلى لغة الإشارة الكاملة التي تتضمن الذراعين واليدين والأصابع، يدعم هذا النوع من التواصل غير اللفظي ما يقوله شخص ما، وفي بعض الحالات، لا غنى عنه لتفسير شيء ما بشكل صحيح».

ويعتقد أن من الصعوبة بمكان سماع إيماءات الجسد إذا كنت لا ترى المتحدث، لكنه حتى أثناء المُكالمات الهاتفية، أو عند الصُراخ من داخل غُرفة أُخرى، غالبًا ما نتحدث بأيدينا، وهذا له فائدة كبيرة، وفقًا للدراسة التي أجراها «ويم بو» وزملاؤه من جامعة «كونيتيكت» والتي تؤكد أن «إيماءاتك يتردد صداها في صوتك».

وأكدت الدراسة أن الأمر برمته مُتعلق بالصوتيات: «تتغير درجة ونغمة الصوت، مع حركة الذراعين واليدين». ويقول ويم بو: «هذا التغيير ضئيل للغاية مع حركة المعصم»، وتابع: «بينما تُصبح طفيفة أكثر مع حركة الذراعين.. ترتفع النغمة قليلًا عندما تتباطأ الحركة».

ووفقًا لـ«ويم بو»، هناك سببان لهذه الاختلافات الصوتية: أحدهما هو الاهتزازات الناتجة عن الإيماءات، إذ تسبب القوى المشاركة في الحركة اهتزازات في جسمك. ومن خلال الأنسجة الضامة التي تربط جسمك بعضه ببعض، تنتهي الاهتزازات إلى رئتيك؛ ما يؤثر على الضغط فيهما». 

أما السبب الثاني «فهو شد العضلات حول رئتيك وهو مطلوب للحفاظ على التوازن. نحن لا نستخدم عضلات الذراع فقط عندما نحرك ذراعينا. عند بدء عملية إيقاف ذراعك عن الحركة، على سبيل المثال، تتدخل العضلات الأخرى فجأة لمنع جسمك من السقوط. هذه العضلات التي تحافظ على التوازن تشمل العضلات حول رئتيك أيضًا».

وقال الموقع إنه كجزء من هذه الدراسة، أمر «ويم بو» ثلاثة رجال، وثلاث نساء بإصدار صوت رتيب، مثل «آآآآه» مع  استخدام جميع أنواع حركات اليد والذراع المختلفة. بعد ذلك تم استطلاع رأي 30 شخصًا من عينة الدراسة طُلب منهم سماع تسجيلات هؤلاء الرجال والنساء ممن تلفظوا بهذا الصوت الرتيب. ولم يقتصر الأمر على تخمين الحركات التي تم إجراؤها، لكن في العديد من الحالات، تمكنوا أيضًا من تقليد هذه الحركات في آن واحد.

ورأى أن من السَّهولة تحديد الاختلاف في مستوى ونغمة الصوت. ومن الجدير بالملاحظة أنَّ المستمعين حددوا دون وعي الإيماءة التي تتسبب في إحداث هذه الاختلافات في الصوت: «لم يكتشف الأشخاص سرعة الحركة فحسب؛ بل سمعوا أيضًا مكان الحركة». ومن ثم، فإن الصوت هو أكثر من مجرد مجموعة أصوات مجردة، وفقًا للباحث: «عندما تسمع صوتًا فإنك تسمع حرفيًّا جوانب من لغة جسد الشخص بالكامل».

وأوضح الموقع أن نتائج الدراسة تتعارض مع الافتراض القائل بأنَّ وظيفة الإيماءات في الأساس هو تصوير شيء ما أو الإشارة إليه: «إنَّه يُساهم في فهم وجود علاقة أوثق بين اللغة المنطوقة والإيماءات. ربما تم جعل إيماءات اليد لدعم الصوت لتأكيد الكلمات، على سبيل المثال».

وتساهم الإيماءات في التعرف على أنفسنا، والتعرف على الكلام. فكر في أنظمة مثل مُتصفحي جوجل وسيري «عند تطوير التعرف على الكلام، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الحركة. فَكِّر في الإيماءات، لكن أيضًا في شخص يجري أثناء التحدث، على سبيل المثال».

ويمكن تحسين الطريقة التي يمكن بها للأنظمة تفسير معاني الكلمات وأوزانها، من خلال معلومات حول التغييرات في الصوت، أو العكس: «إن الأصوات التي يصدرها المتحدث أثناء الجري، لا تؤثر على معنى الكلمة. يمكننا تعليم هذه الأنواع من الأنظمة ما ينبغي أو لا ينبغي أن يتم انتقاؤه».

مرر للأسفل للمزيد