منوعات

هيئة حكومية دولية ترصد «كوارث تنتظر دول العالم» بسبب انبعاثات الكربون

«رويترز»: محيطات وأنهار وكتل جليدية تهدِّد الجميع

فريق التحرير

حذّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والمدعومة من الأمم المتحدة، من كارثة مترتبة على تأثر محيطات وأنهار وكتل جليدية وثلجية بـ«انبعاثات الكربون»، وأوضحت أنه «إذا أخفق العالم في الحدّ من انبعاثات الكربون المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري» فإنَّ العواقب ستكون وخيمة.

وأوردت وكالة رويترز نتائج رئيسية لأحدث دراسة علمية في هذا الشأن، حيث سيتأثر نحو 670 مليون شخص، ممن يعيشون في مناطق جبلية مرتفعة على الأنهار الجليدية ويعتمدون عليها في توفير احتياجاتهم من إمدادات المياه، غير أن تغير المناخ سيتسبب في انكماش تلك الأنهار بشكل سريع، عبر ذوبان تلك الأنهار وحدوث زيادة مؤقتة في إمدادات المياه، لكنها ستجف في النهاية.

وتمَّ رصد هذه الظاهرة في آسيا وجبال الألب الأوروبية وألاسكا، وسط توقعات بأن «تفقد أنهار جليدية أصغر في أماكن مثل شرق إفريقيا وجبال الأنديز الاستوائية وإندونيسيا أكثر من 80% من كتلتها الجليدية الحالية بحلول عام 2100 إذا استمرت الانبعاثات بالوتيرة ذاتها، بينما يتسبب تغير المناخ، في ارتفاع درجات حرارة الأرض وبالتالي توسع المحيطات، ومن ثم زيادة منسوب مياه البحار...».

ومع افتراض أنَّ انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستنخفض بشكل حاد، وأن متوسط ارتفاع درجة حرارة الأرض سيبلغ أقل من درجتين مئويتين كما تقضي اتفاقية باريس الموقعة عام 2015، فعندئذ يمكن أن يقتصر ارتفاع منسوب مياه البحار على ما بين نحو 30 و60 سنتيمترًا بنهاية القرن، لكن إذا استمرَّت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الزيادة بقوة فإن الارتفاع في منسوب مياه البحار قد يصل إلى ما بين 60 و120 سنتيمترًا بحلول عام 2100.

في حالة استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري فسيحدث مزيد من العواصف العاتية التي كانت تحدث مرة كل مئة عام فيما مضى، وستهب سنويًا بحلول منتصف القرن في مناطق كثيرة، الأمر الذي سيزيد المخاطر بالنسبة للعديد من المدن الساحلية المنخفضة والجزر الصغيرة، كما سيتسع نطاق المخاطر نتيجة لزيادة شدة وحجم العواصف وتنامي معدلات هطول الأمطار وهبوب الأعاصير المدارية، لاسيما إذا ظلّت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مرتفعة.

وتمتص المحيطات، حتى الآن، أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في نظام المناخ، لكن بحلول عام 2100 ستمتص المحيطات حرارة تزيد بما يصل إلى مثلي وحتى أربعة أمثال ما كانت تمتصه بين عام 1970، وحاليًا إذا اقتصر الارتفاع في درجة حرارة الأرض على درجتين مئويتين، وبما يصل إلى خمسة وحتى سبعة أمثال في حالة وجود انبعاثات أعلى.

ويؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها وفقدان الأكسجين والتغيرات التي تطرأ في إمدادات المغذيات سلبيًا وبشدة على أنظمة البيئة البحرية، يأتي هذا فيما تضاعفت وتيرة موجات الحر البحرية منذ عام 1982 ويتوقع أن تزداد سوءًا. ومن المتوقع أن تحدث أكثر 20 مرة مع ارتفاع درجة الحرارة بمعدل درجتين مئويتين مقارنة بمعدلات ما قبل عصر الصناعة، وإذا واصلت الانبعاثات في الزيادة بقوة فستحدث موجات الحر البحرية 50 مرة أكثر من المعتاد.

وينخفض الجليد البحري في القطب الشمالي ​​في كل شهر على مدار العام ويقل سمكه، وإذا استقر الارتفاع في درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، فسيكون المحيط المتجمد الشمالي خاليًا من الجليد في شهر سبتمبر أيلول، وهو الشهر الذي يشهد أقل كمية جليد، مرة واحدة كل مئة عام. وإذا بلغ ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين فستحدث هذه الظاهرة ما يصل إلى مرة في السنة كل ثلاث سنوات.

ويذوب الجليد الدائم الذي تجمد على مدى سنوات عديدة، وحتى إذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على أقل من درجتين مئويتين، فإنَّ نحو 25 % من الطبقة العليا من الجليد الدائم في العالم ستذوب بحلول عام 2100، لكن إذا استمرَّت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الزيادة بقوة فمن الممكن أن تختفي نحو 70% من هذه الطبقة الجليدية العليا السرمدية.

ويحتوي الجليد الدائم في القطب الشمالي على كميات هائلة من الكربون القديم التي يمكن أن تزيد بدرجة كبيرة من تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في حالة ذوبان الجليد.

مرر للأسفل للمزيد