تعاني جزيرة يونانية مشكلة غريبة تهدِّد البيئة والاقتصاد، تمثَّلت في انتشار كبير للماعز، التي تفوق أعدادها عدد السكان بـ15 مرة.
جزيرة ساموثراكي اليونانية الواقعة في شمالي بحر إيجة، كانت فيما مضى تتمتع بغابات كثيفة ومسطحات خضراء واسعة؛ لكن ذلك كان في الماضي؛ حيث قضت قطعان الماعز، التي تتجول في كل ماكن على الخضرة التي كانت تميّز الجزيرة، وبلغ أعدادها 50 ألف رأس ماعز، في مقابل 3 آلاف شخص فقط يسكنون الجزيرة.
وذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن خبراء البيئة اليونانيين يحاولون إنقاذ الجزيرة من الخطر، الذي يهددها منذ 30 عامًا، وكذلك إنقاذ اقتصاد الجزيرة، الذي انهار بسبب انخفاض أسعار الألبان واللحوم والأجبان، ووفقًا لأحد سكان الجزيرة، فإن رأس الماعز يساوي فنجان قهوة.
وتتجوَّل قطعان الماعز في كل ركن ومكان بالجزيرة، ويمكن رؤيتها فوق أسطح المنازل والسيارات؛ بحثًا عن الغذاء، وتمثِّل عبئًا كبيرًا على سكان الجزيرة؛ بدلًا من أن تكون مصدر دخل لهم، يسهم في تحسُّن وضعهم الاقتصادي.
وأدى انتشار الماعز إلى تقلُّص الانتعاش السياحي بالجزيرة، كما انخفضت بشدة أسعار اللحوم ومنتجات الألبان والجلود، إضافة إلى أن اختفاء الأشجار والخضرة أدى إلى وقوع انهيارات للتربة، خاصة في موسم الأمطار، كما يعاني الماعز سوء التغذية؛ نتيجة عدم كفاية النباتات.
وقال راعي الماعز يانيس فافوراس، إن العديد من الرعاة والفلاحين لا توجد أمامهم بدائل لتوفير دخل للإعاشة، وتابع قائلًا «معظمنا مستعد للتخلي عن الماعز.. إذا كان لديّ عمل آخر فسوف أترك الماعز.. الواحدة لا تكفي لشراء قهوة لك».