منوعات

نداء إنساني من «الهلال العربي» لإغاثة متضرري فيضانات السودان

دعت إلى تقديم المساعدة عاجلًا

عبدالعزيز الزهراني

وجَّهت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، نداءً إنسانيًّا عاجلًا إلى مكوناتها من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ومختلف المنظمات والهيئات العاملة في المجال الإنساني والمانحين؛ لتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة للمتضررين من الأمطار والسيول في السودان.

جاء ذلك في بيانٍ للمنظمة أصدرته عقب تلقيها تقارير من جمعية الهلال الأحمر السوداني (عضو المنظمة) تفيد بوقوع أضرار كثيرة بسبب الأمطار والسيول التي بدأت مطلع أغسطس الجاري؛ ما أدى إلى حدوث فيضانات مفاجئة في 13 ولاية على الحدود مع جنوب السودان وليبيا وإثيوبيا، وأصبح كثيرون بلا مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعد أن دُمِّرت منازلهم.

ودعت المنظمة إلى ضرورة الاستجابة الإنسانية العاجلة للمتضررين، وتوفير المواد الإغاثية لهم، في ظل الحاجة الماسة للمأوى وخدمات الصرف الصحي والنظافة، بالإضافة إلى الإمدادات الغذائية، مؤكدةً أن العائلات في بعض المناطق اضطرت للجوء إلى المدارس القريبة بحثًا عن مأوى لحماية أنفسهم وأطفالهم من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

ووقفت «المنظمة العربية» على أضرار الأمطار والسيول في عددٍ من ولايات السودان، ورصدت سلسلة من التقييمات الأولية السريعة التي أجرتها مع مفوضية العون الإنساني والدفاع المدني، وكشفت أن الفيضانات أضرت بـ38 ألفًا و754 أسرة، وتسبَّبت في مقتل 54 شخصًا وإصابة 59 آخرين، وشرّدت أكثر من 25 ألفًا و437 أسرة أصبحت بلا مأوى وتعيش حاليًّا في مواقع مؤقتة في منازل الجيران والأقارب.

كما تسببت هذه الأحوال المناخية الصعبة في أضرار جسيمة للبنية التحتية الرئيسية، مثل الجسور والطرق والمرافق العامة مثل المدارس والصرف الصحي والمستوصفات المحلية، وتأثرت سبل المعيشة بقدر كبير؛ حيث غمرت السيول المزارع، وتسببت في نفوق عدد كبير من الماشية، إضافةً إلى انقطاع التيار الكهربائي بسبب انهيار خطوط الطاقة، فيما تم إغلاق معظم المتاجر في المدن الرئيسية في الولايات المتضررة.

وبينت الجمعية أن الولايات الأشد حاجةً للدعم والمساعدة هي النيل الأبيض والخرطوم والجزيرة وكسلا، موضحةً أنَّ العمليات التشغيلية تعمل على مدار الساعة لتوفير مساعدات طارئة وإغاثة إنسانية للأسرة المتضررة في الولايات المتأثرة، بالإضافة إلى توفير المواد غير الغذائية وأدوات الإيواء، مشيرةً إلى تنفيذ حملات تثقيف صحي وإصحاح بيئي بناءً على الاحتياجات القصيرة الأجل للمتضررين.

وأكدت الجمعية أنها ستعمل مع أعضاء فريق الاستجابة التابع لها من موظفين ومدربين ومتطوعين بفروع الولايات المعنية للقيام والمشاركة في دورات التثقيف الصحي والتوعية، إضافةً إلى تحديد الحالات المرضية وإحالتها إلى المرافق الصحية المحلية، وتنفيذ حملات التثقيف الصحي المجتمعي الشاملة بهدف الحد من مخاطر الأمراض.

وأشارت إلى أن  حملات التنظيف/الإصحاح البيئي سيتم تنفيذها مرة واحدة أسبوعيًّا لكل ولاية لمدة ثلاثة أشهر للمساهمة في توفير بيئة نظيفة وآمنة للمتضررين من الفيضانات، مع توزيع أقراص الكلور على الأسر لمعالجة المياه المنزلية، وسعيها لمعالجة المياه المنزلية؛ لعدم حصول المجتمعات المتأثرة على مياه الشرب المأمون.

وأشارت تقارير لهيئة الأرصاد الجوية السودانية ووزارة الموارد المائية ولجنة المساعدات الإنسانية إلى أن من المتوقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة على الأجزاء الشرقية من البلاد وفوق سهول البطانة، بما في ذلك ولاية نهر النيل، وولاية البحر الأحمر، وكذلك ولايتا وسط وغرب دارفور، فيما يتوقع أن يرتفع منسوب مياه نهر النيل الأزرق ونهر النيل بسبب زيادة هطول الأمطار؛ ما قد يتسبب في فيضان النيل ويؤدي إلى زيادة معدل تشريد السكان الذين يعيشون على طول نهر النيل والنيل الأزرق وزيادة معدل احتياجاتهم.

وكشف مركز الإنذار المبكر والحد من الآثار الطبيعية المتعددة التابع لمفوضية العون الإنساني في السودان عن ارتفاع منسوب النيل الأزرق، الذي ينبع من إثيوبيا ويعد رافدًا رئيسيًّا لنهر النيل، وسجّل ارتفاعًا بمحطة الديم بولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان إلى 13,55 متر، بعد أن شهد انخفاضًا في الأيام الماضية.

وقال المركز، في بيان، إن هذا الارتفاع في المنسوب يقترب من حد الفيضان العالي، لافتًا إلى أن المنسوب شهد ارتفاعًا مضطردًا خلال الفترة الماضية، وأكد أن هناك مخاطر متوقعة نتيجة جريان السيول في كل ولايات السودان، تتمثل في غمر للمساكن والمرافق العامة، وخاصةً في المناطق المنخفضة في جنوب الخرطوم، باعتبارها وسط البلاد، وبعض الأجزاء من ولاية الجزيرة إلى الجنوب من الخرطوم.

وأكد المركز استمرار هطول الأمطار في ولايات السودان المختلفة بمعدلات عالية إلى متوسطة، كما توقّع أن تستمر معدلات الأمطار في الهضبة الإثيوبية من متوسطة إلى عالية حتى يوم الأحد المقبل؛ ما يزيد استمرار ارتفاع مناسيب النيل الأزرق في محطة الديم.

يذكر أنه منذ مطلع أغسطس الجاري، تشهد معظم الولايات بالسودان أمطارًا غزيرة تسببت في الفيضانات التي أثرت في المناطق وأدت إلى انقطاع الطرق، وألحقت الأضرار بنقاط التزود بالمياه، كما أسفرت عن خسارة الماشية فضلًا عن انتشار الحشرات بسبب المياه، متسبِّبة كذلك في قطع الطريق الرئيسي الرابط بين الخرطوم ومدينة الأبيض.

وفي الوقت الذي أبدت فيه المنظمة قلقها من هطول المزيد من الأمطار والاحتمالية الكبيرة للمزيد من السيول حتى شهر أكتوبر المقبل حسبما أعلنته هيئة الأرصاد الجوية السودانية وأكده المكتب الأممي في الخرطوم من أن الجهات الإنسانية قلقة من الاحتمال المرجح لحدوث مزيد من الفيضانات، فإن معظم الوفيات التي سجلت كانت بسبب انهيار أسقف المنازل والصدمات الكهربائية.

مرر للأسفل للمزيد