طور باحثون علاجًا جديدًا لعلاج الشلل، يعتمد على استخدام ما يعرف بـ«الجزيئات الراقصة» عن طريق الحقن، لعكس الشلل وإصلاح إصابات الحبل الشوكي، ما يعد اختراقًا علميًا جديدًا.
وتوصل الباحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية إلى استخدام العلاج الجديد في إصلاح الأنسجة بعد إصابات الحبل الشوكي الشديدة، الناتجة عن الحوادث، حسب «العربية».
وفي الدراسة المنشورة مؤخرًا في دورية «ساينس»، قام الباحثون بإعطاء حقنة واحدة للأنسجة المحيطة بالحبل الشوكي لفئران مشلولة، وبعد أربعة أسابيع فقط، استعادت الفئران القدرة على المشي.
ويعمل العلاج من خلال ضبط حركة الجزيئات، حتى تتمكن من العثور على المستقبلات الخلوية المتحركة باستمرار والتعامل معها بشكل صحيح. ويُحقن العلاج في صورة سائل، ويتحول فورًا إلى شبكة معقدة من الألياف النانوية التي تحاكي المصفوفة خارج الخلية للحبل الشوكي.
ومن خلال إرسال إشارات نشطة بيولوجيًا لتحفيز الخلايا على الإصلاح والتجديد، حسّن العلاج بشكل كبير اختراق الحبل الشوكي المصاب.
ووفقًا لما يقوله الباحثون، فإن المستقبلات في الخلايا العصبية والخلايا الأخرى تتحرك باستمرار. ويتمثل الابتكار الرئيسي في الورقة العلمية الجديدة في القدرة على التحكم في الحركة الجماعية لأكثر من 100 ألف جزيء داخل ألياف النانو.
وعن طريق حث الجزيئات على الحركة أو الرقص أو حتى القفز مؤقتًا خارج هذه الهياكل، المعروفة باسم البوليمرات فوق الجزيئية، فإنها تكون قادرة على الاتصال بشكل أكثر فاعلية بالمستقبلات.
ويقول صامويل ستيب، أستاذ علوم وهندسة المواد والكيمياء والطب والهندسة الطبية الحيوية في جامعة نورث وسترن، إن البحث الذي قام فريقه بإجرائه يهدف إلى إيجاد علاج يمكن أن يدفع خطر الإصابة بالشلل بعد صدمة أو مرض كبير.
وأدى الضبط الدقيق لحركة الجزيئات داخل شبكة الألياف النانوية إلى فعالية علاجية أكبر في الفئران المشلولة، كما أكد الباحثون أن تركيبات علاجهم ذات الحركة الجزيئية المحسنة كانت تؤدي بشكل أفضل أثناء الاختبارات المعملية مع الخلايا البشرية، مما يشير إلى زيادة النشاط الحيوي والإشارات الخلوية.
ويتوجه الباحثون مباشرة إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية لبدء عملية اعتماد هذا العلاج الجديد للاستخدام في حالات المرضى، الذين لديهم حاليًا خيارات علاج قليلة.
إقرأ أيضًا: