يعتقد البعض ممن يظنون أنهم أهل حضارة وتمدن بأن إطلاق مسمى "بدو" علينا في مملكة العز والشموخ المملكة العربية السعودية هي منقصة أو مسبة أو شيء يستعاب منه، ولم يدركوا هؤلاء بأن هذا الوصف هو ارتباط ضمني وتاريخي نفتخر فيه بل ونردده دائمًا في أحاديثنا وأشعارنا وفي سفرنا وحضرنا في مناهجنا وفي إعلامنا بل أصبح هذا الوصف جزءًا لا يتجزء من ثقافتنا وهويتنا نفتخر به في كل زمان ومكان.
لقد سارت هذه البلاد البدوية منذ عهد المؤسس رحمه الله وأبناءه حتى يومنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمين أيده الله بخطى ثابتة في سبيل استقرار وعزة ورفاهية وتقدم بلادهم وشعبهم الكريم.
وبنظرة سريعة وخاطفة وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد حقق البدو وبلادهم تحت قيادتهم الحكيمة الإنجاز تلو الإنجاز والتقدم والرقي والنمو وتركوا لغيرهم الغيرة والحسد على الرغم من أنها لم تبخل معهم دائمًا وأبدًا ولا مع غيرهم من جميع الشعوب والحكومات عربية وإسلامية.
فقد اطُلقت رؤية المملكة 2030 والتي تعتبر خارطة طريق لمستقبل افضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح فقد أسهمت الرؤية خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الانجازات على عدة أصعدة، أبرزها تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاع الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل.
كما شهد التعليم اتخاذ العديد من المبادرات والتي ترمي إلى رفع جودة التعليم من خلال مشروع تنمية الإبداع والتميز لهيئة التدريس ودعم مراكز للتميز العلمي والبحثي والإسهام في دعم الجمعيات العلمية، وقبل ذلك برنامج وظيفتك وبعثتك لضمان الابتعاث إلى جامعات مرموقة في دول متقدمة، كما سعت إلى التوسع في إنشاء المباني التعليمية وصيانتها.
أما في المجال الصحي فقد عملت وزارة الصحة على زيادة عدد أسرة المستشفيات وتدشين العيادات المتنقلة وزيادة عدد مراكز القلب حيث تعد المملكة من افضل 24 دولة في الرعاية التخصصية، وهي رائدة في العالم العربي.
وما تم من أعمال رائعة في التعامل مع أزمة كورونا وإدارتها بطريقة احترافية دون تفرقه بين مواطن ومقيم يشهد بها القاصي والداني واعتماد العديد من البرامج والتي تفتقد لها كثير من الدول مثل تطبيق توكلنا وصحتي وموعد لتسهيل الخدمات الالكترونية للمواطن والمقيم.
وفي المجال الاقتصادي تم العمل على تنويع مصادر الدخل مما أدى إلى رفع النمو الاقتصادي؛ حيث حققت المملكة المركز الأول عالميًّا في إصلاحات بيئة الأعمال من ضمن 190 دولة، وحققت أيضًا المركز الأول عالميًّا في مؤشر الاقتصاد الكلي، وارتفاع أصول صندوق الاستثمارات العامة والنمو المتوازن للنظام المصرفي؛ حيث أصبحت المملكة من مجموعة العشرين الدولية والتي تضم أقوى اقتصاد عشرين دولة حول العالم.
وما هذا إلا غيض من فيض لما وصلت إليه بلادنا ولله الحمد وما على الحاقدين والحاسدين إلا أن نقول لهم موتوا بغيظكم.
وأختم بقول الشاعر الكبير الأمير بدر بن عبدالمحسن..
أنا بدوي.. ثوبي على المتن مشقوق.. ومثل الجبال السمر صبري ثباتي
ومثل النخيل خلقت أنا وهامتي فوق.. ما عتدت أنا أحني قامتي إلا فصلاتي
وإلى افتخر بأفعال يمناه مخلوق.. يا بنت أنا فعلي شهوده اعداتي
الله خلقني وكلمة الحق بوفوق.. وملكت الأرض.. (ورأسمالي.. عاصاتي)
د.عبدالعزيز بن سعد آل مرعي