في عام 1984 وُلد البريطاني نيل هاربيسون مصابًا بعمى الألوان الكلي (Achromatopsia) فلم يرَ العالم يومًا إلا بدرجات الرمادي. لم يكن الأمر مجرد صعوبة في تمييز الألوان، بل غياب كامل للطيف اللوني. ومع تقدمه في العمر قرر تحويل هذا القيد إلى نقطة تحول فابتكر مع فريق من المهندسين جهازًا يُزرع في جمجمته ويتصل مباشرة بدماغه، يحوّل الألوان إلى اهتزازات صوتية تختلف تردداتها بحسب اللون.
هذا الابتكار سمح له بـ"سماع" الألوان بدلاً من رؤيتها حتى أنه أصبح يميز درجات لا تستطيع العين البشرية رؤيتها مثل الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء (تم تركيب هوائي (Antenna) يحتوي على كاميرا حساسة للألوان في طرفه. عندما يواجه هاربيسون لوناً، تلتقط الكاميرا هذا اللون وتحوله إلى إشارات تنتقل مباشرة عبر عظمة الجمجمة إلى سمعه الداخلي ولكل لون نغمة معينة).
في 2004، رفضت السلطات البريطانية تجديد جواز سفره لأن صورته مع الهوائي اعتُبرت "غير قانونية". لكن هاربيسون قاوم، مُصرًّا أن الجهاز جزء من جسده. وبالفعل، في 2020، أصبح أول إنسان يُعترف به رسميًا كـ**سايبورغ في وثيقة حكومية.
ما هو إنسان سايبورغ؟
مصطلح Cyborg هو اختصار لعبارة Cybernetic Organism ويعني "الكائن السيبراني العضوي" أي كائن يجمع بين مكونات بيولوجية طبيعية وأخرى تقنية أو إلكترونية. قد تكون هذه التقنية تعويضية لاستبدال عضو مفقود أو تعزيزية لزيادة قدرات الجسد الطبيعية.
أنواع وتطبيقات السايبورغ
الفرص والتحديات
الفرص:
1. تحسين حياة ذوي الإعاقات
2. توسيع قدرات الإنسان الحسية والجسدية
3. تطبيقات في الطب، البحث العلمي، والدفاع.
التحديات :
1 - قضايا أخلاقية حول حدود التعديل على الجسد البشري.
2 - مخاطر أمنية كاختراق الأجهزة المزروعة.
3 - فجوة اجتماعية بين من يملكون هذه القدرات ومن لا يملكونها.
إنسان السايبورغ لم يعد محض خيال علمي، بل أصبح واقعًا يغيّر تعريفنا لما يعنيه أن نكون بشراً، ويطرح أسئلة جوهرية عن مستقبل الجسد الإنساني في عصر التكنولوجيا.
وفي عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، يظهر مفهوم "السايبورغ" كأحد أكثر الأفكار إثارةً للجدل والإعجاب. السايبورغ هو كائن يجمع بين المكونات البيولوجية والآلية، مما يوسع قدرات البشر beyond ما تمنحه الطبيعة ولعل كما ذكرنا أن البريطاني نيل هاربيسون هو أحد أبرز الأمثلة الحية على هذا المفهوم.