تواصل هيئة الطاقة الدولية مساعيها للوصل إلى حياد صفري بحلول 2050 م كانت قد عقدت العديد من المؤتمرات وأحدها مؤتمر باريس للمناخ العام 2015 م.
ولكي أبسط للقارئ الكريم ماهية طبيعة العملية التي تؤدي أو أدت إلى رفع درجة الحرارة في كوكبنا؛ بسبب الوقود الأحفوري – مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي – والتي يجب أن تبلغ النجاح الكامل في المهام المشتقة من تلك المشاريع إلى حد الاكتمال، حيث تصل إلى نقطة الصفرية، وتعبر عن الحياد.
إذا نظرنا إلى الانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري لا بد أن يقابله عملية إزالة من الأجواء، وهذه الإزالة تتم بالعديد من الإجراءات أحدها على سبيل المثال زراعة الأشجار؛ ولذلك إحدى مستهدفات رؤية 2030م مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
إذ نجد أن أي عملية انبعاثات تصل للغلاف الجوي لا بد من إزالتها خلال وقت زمني معين لنصل إلى نتيجة متساوية ما بين الانبعاث والإزالة وضرورة أن تتفوق الإزالة على الانبعاث.
وفي تقرير مستهدفات رؤية 2030 م نجد التزام المملكة العربية السعودية بتحقيق صفر انبعاث كربوني بحلول عام 2050 م، مع إشارة إلى تقليص المملكة لفترة المهلة بمقدار 10 سنوات، مما يعكس التسارع نحو الحياد الكربوني وخلق العديد من المبادرات التي بدأت تؤتي نتائجها مبكر ًا.
تصفحت تقرير الاستدامة لمجموعة الاتصالات السعودية، العلامة التجارية الرائدة في الاتصالات في الشرق الأوسط، والتي تحدد كيفية تحقيق أهداف هذه المبادرات الحكومية. يمكن القول إنها نموذج مثالي يمكن الاقتداء به. حيث إنهم من خلال استراتيجية 2030 والتي تعمل على موازنة التركيز بين الأهداف طويلة وقصيرة المدى، استطاعوا خلال العام 2022م تحقيق العديد من الإنجازات التي ترفع من الوصول إلى الحياد الصفري، فنجد أن المجموعة خفضت استهلاكها من الكهرباء في مقارها الرئيسية إلى 16% وأنشأت خمسة مواقع إضافية تعمل بالطاقة الشمسية إلى جانب تجنب انبعاثات الغاز الناجم عن مولدات أبراج الاتصالات إلى ما نسبته 20% في ذات العام، ووصلت المجموعة إلى 61% في إعادة تدوير هدر الشبكة مع التزامهم أيضا في زراعة مليون شجرة.
وأشير هنا إلى انضمام المجموعة للشركات الرائدة عالميا، والتي تعمل على مواءمة أعمالها وممارساتها التجارية مع اتفاقية باريس للوصول إلى أن يكون صافي انبعاثات الكربون صفريًا قبل عام 2050 م.
وفي التقرير ذاته لفت انتباهي الأساس العلمي، والذي يعتمد على قياس العديد من الفئات منها السلع والخدمات المشتراة، بل حتى السفر إلى أغراض العمل أي أنهم أيضا يركزون على تقليل اعتماد موظفيهم للسفر عبر رحلات من الممكن أن تستهلك وقودا أكثر؛ ومن ثم نسبة انبعاثات أعلى.
أخيرًا يسعدني أن أشاهد تنفيذ الاستراتيجيات والمبادرات عن طريق الشباب السعودي بجودة عالية وبسرعة قياسية، وهذا يدفعني للفخر والاعتزاز.
في حديث سابق، أشاد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالشباب السعودي وبقدراتهم. "لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جدا، خاصة في جيل الشباب، طاقة قوية شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية جدا".