السكوت صوت الحكمة، ووجه الوقار.. ليس فاصلا بل تواصلا..فتنهيدة من تحب تحمل كل المشاعر التي لم تُحكَ.
سكوت المشاعر والكلام والأفكار والسمع، رفاهية لا يدركها إلا من عاشها يوما، عندما سكت عن موسى الغضب، كان سكوت مشاعري بمثابة نقطة نظام أمام تجاوزات في حق الخالق العظيم لتبدأ اجراءات التصحيح ببصيرة نافذة، صوم الكلام كان ردا صريحا من مريم عليها السلام لقومها، كم هي تلك الأفكار التي آلمتك ولم تعشها، راقب سريانها وأسكتها، عش ذاك التأمل الذي ينقل روحك لحلقة ليس فيها ضجيج أنت وحدك من يضبط فيها حركة سير الأفكار والمشاعر ، إذا تحررت من سيطرة الأفكار فأنت تملك قدرة بمساحات ممتدة لعيش كريم وأثر عميق لدورك في هذه الحياة، وسكوت السمع عن خوض الخائضين أمر قرآني وإن لم يكن علينا من حسابهم من شئ لكن يبقى السمع منفذ مهيب للقلب والروح له حق الحفظ للوصول لتزكية النفس.للصمت هيبة وفي السكوت بلاغة قد لا تدركها الكلمات رغم ثراءها وماتحمله من تجليات تختزل التواصل العذب. فجمال المكان أن يتسلل إليه الضوء تارة ويغزوه الظل تارة أخرى هذا التعاقب يجعل لكليهما قيمة ووجود. نختبر من خلالهما جمال الحياة، الفراغ والسكوت والصمت لا تساوي اللاشئ بل هي قيمة بحد ذاتها تماما كقيمة الصفر على يمين عدد تريليوني.