الأراء

الوسواس القهري وكورونا

محمد الرساسمة

في ظل الوقاية العالمية والتحذيرات المستمرة لمنع انتشار فايروس كورونا الذي طغى الفايروس على جميع الوسائل الإعلامية ومنصات السوشيال ميديا متصدرًا كل الأخبار المحلية والإقليمية والعالمية.

فتجد والدتك ترسل خبرًا عن كرونا في سنغافورا ووالدك يرسل لك نصًّا إخباريًّا عن السبب، وإخوتك في قمة فرحهم بهذا الفايروس متداولين مقاطع ساخرة عنه، وصديقي المعلم يشمت بزملائه الموظفين...، وهكذا.

لكن هناك فئة تعيش أسوء أيامها بيننا، أحلامهم مرعبة، وواقعهم مضطرب، أنهم مبتلون بما يسمى وسواس النظافة أو فوبيا النظافة، أتى هذا الفايروس ليقض مضاجعهم، يتلبّسهم الخوف من كل مكان، يرون هذا الفايروس على عدة صور، يموتون به قبل أن يصيبهم.

ويعرف وسواس النظافة أنه عبارة عن خوف شديد ومفرط تجاه الإصابة بالميكروبات أو التلوث بسبب الجراثيم أو الفيروسات، والتي تعرف أيضًا بالخوف من الجراثيم، فالأشخاص المصابين بالخوف المفرط من الجراثيم يعتقدون أن العالم عبارة عن مكان قذر، ونتيجة لذلك تجدهم دائمًا يقومون بالتنظيف والغسل حتى يحموا أنفسهم من تلك الجراثيم.

ولكن هناك سؤال كيف نميز هذه الفئة، فالأغلب حاليًا مع هذه الظروف يظهر عليه هذا التعريف، ولكن ببساطة قد نعرفهم قبل ظهور هذا الفايروس من أصدقائنا أو عائلاتنا، تجدهم لا يصافحون بكثرة أو ربما يستخدم المعقم بعد المصافحة أمامك وترمقه بنظرة يصحبها وصف بأنه متكبر، وهو عكس ذلك تمامًا، ولديهم صفات كثيرة تجدونها في المواقع الطبية لمن يرغب الاستزادة عن هذا المرض شفى الله أصحابه.

وفي هذه الأزمة، يشتد هذا الوسواس ويتعذب أصحابه ونهيب بجميع المختصين في الأمراض النفسية أن يقوموا بدورهم بالإرشاد السلوكي، ومتأكد أن وزارة الصحة ستقوم بحملة معرفية وتوعوية لتخفيف آلام هذا المرض الذي يفتك بأصحابه، لأنهم في وضع صحي متدهور يجعله يظن أن أمراض السرطان أهون من هذا الفايروس.

مرر للأسفل للمزيد