عندما بدأ الإعلان عن رؤية المملكة 2030 بدأت الأنظار تتجه إلى إدارة التغيير وتفعيل دور التفكير الاستراتيجي، وأصبحت مرتكزات الرؤية الثلاثية تقصّ الشريط نحو مستقبل جديد بمجتمع حيوي واقتصاد مزهر ووطن طموح.
وعند تكبير الصورة تجد أن هناك بعضًا من الأشخاص لديهم فوبيا من التغيير ومقاومة كبيرةً له، وتلك ظاهرة صحية، ولكن الإبقاء عليهم في المؤسسات دون محاولة لإخضاعهم لرؤية المستقبل يشكِّل عائقًا كبيرًا أمام عجلة الوطن الطموح .
إن التغيير سنة فرضت نفسها منذ الأزل، وهو واقع يجب أن نعيشه، بل ونسعى إليه في مختلف مجالات الحياة، ويجب أن نعمل على الاستفادة من هذا التغيير في الانتقال من الواقع الحالي إلى مستقبل أكثر تميزًا وإشراقًا.
ولإنجاح التغيير في المؤسسات وهو الأمر الذي يهمنا في هذا المقام، لا بدّ من أن يتم التعامل معه وفق منهجيات علمية وإدارته بأساليب تجعل من تحقيقه مساهمًا أساسيًا في تحقيق نقلة نوعية في منتج المؤسسة سواء كانت خدمية أو صناعية أو تعليمية أو غير ذلك، وهو ما يتمّ من خلال تطبيق منهج شمولي عملي متدرج من الواقع الحالي إلى الواقع المراد الوصول إليه.
مع الأسف أنه لازال بيننا ديناصورات لا تقبل التغيير وتعمل على إعاقته ولا يهدأ لهم بال إذا لم يسعوا إلى ذلك، وتجد أن أفكارهم السقيمة سحقت أجيال الشباب من بعدهم، وهؤلاء الديناصورات المتغلغلين في أوساط المجتمع يعتقدون بنظرة متخلفة أن تكبيل الشباب سيساهم في الحفاظ على هدوء عاصفة التغيير وهو لا يعلم بأنه سيدخل في دوامتها قريبًا وستلفظه إلى المجهول إذا لم يلحق بركب الناجحين والقدوات .
الديناصور البشري لا يعلم أن أول من سيقف في وجهه هم أبناؤه؛ لأنه لم يتعامل مع التغيير بالشكل المناسب وسيجد نفسه في معزل تمامًا، وسيرى مع الأيام أنه مجرد صفر على الشمال في خارطة هذا الوطن، ومعيب جدًا أن يكون كذلك في نظر أبنائه .
الديناصور البشري لا يستطيع أن يحول الطاقات الشابة لصالح مؤسسته أو وطنه، بل يقف في طريقها ويقمعها ويتباهى بذلك، ولا أعلم ما سر هذه المخلوقات التي تستبسل أمام كل شاب طموح لتقتله ويكبد الوطن خسائر فادحة في طاقتها البشرية.
في الحقيقة يجب أن يتم ضخ أكبر عدد من الدماء الشابة والمبدعة؛ لأن هؤلاء عنصر جذب وإلهام لمن حولهم ولمن سيخلفهم، وبقاء هؤلاء الديناصورات كالميكروب الذي سيفتك بشباب الوطن واحدًا تلو الأخر .
إن انعدام روح الإبداع والتجديد الذي سببه هؤلاء خلق بيئة من الجمود، جعل القيادة- أعزها الله- تسارع في نفض غبارهم وتقض مضاجعهم بالتغيير الإيجابي واستثمار كل ما يمكن استثماره لمصلحة الوطن والمواطن، وسيلتهم التغيير كل كائن تواجدت فيه خصلة من خصال الدناصير .
تحية إجلال وتقدير لكل قائد جعل من نفسه قدوةً لشباب وطنه وسعى في تحويل أي جانب فيهم إلى جانب مشرق، وزرع فيهم الأمل في المستقبل واستثمرهم لصالح مؤسسات الوطن ليكونوا منارةً للمستقبل والعصا التي يتوكأ عليها الطموح، نحن بحاجة لهم، وأي شاب يدعو الله أن يجد من يعينه ويمسك بيده نحو سماء الإبداع والنجاح .
أما أنت أيها الديناصور فاستمر في محاولة منع التغيير وتحطيم الشباب وتفنَّن في قتلهم وتظاهر بنفاقك المكشوف أنك مع التغيير ودعم الشباب والمبدعين، استمر في محاولاتك البائسة وستجد نفسك خارج إطار التاريخ وسينساك الوقت والمكان، ربما تنتصر اليوم بجهلك المركب ولكن ستذوق مرارة ما فعلت في اليوم الذي يليه، سترى أنك نكرة في عيون الأقربين، ستشاهد كيف أن التغيير فرض نفسه عليك أولًا، وستسمع عن نجاحات من حاولت تحطيمهم، ستخجل من ربك ثم من وطنك ولكن من نفسك لا أظن .