الأراء

التحول الرقمي.. لم يعد ترفاً بل ضرورة وطنية

نايف عبدالله الحربي

تواصل المملكة العربية السعودية مسيرة التحول الرقمي الحكومي من خلال استضافة النسخة الجديدة من ملتقى الحكومة الرقمية 2025، الذي يجمع أقطاب المجتمع الرقمي لتمكين اللقاء والتواصل وتبادل الخبرات، وبناء الشراكات، ومشاركة التجارب الملهمة، إلى جانب استعراض التوجهات المستقبلية للحكومات الرقمية، والبحث عن الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الرقمي بالمملكة.

ويأتي الملتقى هذا العام برؤية أوسع، ومنصة دولية تحتضن التجارب المبتكرة، وتبرز التميز الرقمي، وتؤكد التزام هيئة الحكومة الرقمية بدورها المحفّز والداعم للتحول نحو منظومة حكومية أكثر كفاءة، وأكثر قربًا من المستفيد، بما يعكس رؤية المملكة الطموحة في تحقيق بيئة رقمية متكاملة ومستدامة.

ويشكل الملتقى فرصة استثنائية للمختصين والمستثمرين وصانعي القرار للتعرف على أحدث التجارب الرقمية، ومناقشة السياسات والخطط المستقبلية، واستشراف الفرص الاستثمارية التي من شأنها تعزيز مكانة المملكة كمركز رقمي عالمي

وفي إطار مساعٍ حثيثة نحو تنويع اقتصادها وتقوية كفاءة الخدمات الحكومية، تضع المملكة العربية السعودية التحول الرقمي والرقمنة في صلب مشروعها الوطني “رؤية السعودية 2030”. إذ تعمل منظومة التحول الرقمي على إعادة تصميم سير العمل الحكومي، وتوظيف التقنيات الرقمية – مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية – لرفع كفاءة الأداء وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين.

وفق موقع الحكومة الرقمية، تحوّل تقديم الخدمات إلى تجربة رقمية يَسهُل الوصول إليها وإدارتها عبر المنصّات، في انسجام مع هدف الرؤية بأن تصبح المملكة «أمة طموحة» وتحسّن فعالية الحكومة.

ويُشكّل ملتقى الحكومة الرقمية حدثاً محوريّاً في هذا المسار، إذ تنظمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي حيث تجمع كبار المسؤولين والخبراء والشركات التقنية، وعرض قصص النجاح ومؤشرات الأداء، وإطلاق مبادرات وشراكات رقمية.

في نسخته الأخيرة، شهد الملتقى مشاركة واسعة لأكثر من 400 جهة حكومية و100 شركة ورواد أعمال، وعُرضت فيه نتائج “مؤشر تقييم التحول الرقمي” وأُعلن عن جوائز التميز في الحكومة الرقمية.

من خلال هذا التكامل، تترسّخ الرقمنة كأداة استراتيجية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030: رفع جودة الحياة، تعزيز كفاءة الخدمات، وتحفيز الاقتصاد المعرفي.

المملكة اليوم تطمح بأن تكون «أمّةً طموحة» وفق رؤيتها 2030، فإن التحول الرقمي ليس ترفاً بل ضرورة. وملتقى الحكومة الرقمية يمثل محطة مهمة تُظهِر الالتزام بالتحول «الرقمي»

وبينما تتسارع خطى المملكة في هذا المسار، يظل التحول الرقمي أحد أهم أدواتها لبناء مستقبل أكثر كفاءة ومرونة. فالمبادرات الحكومية المتتابعة، والمنصّات الرقمية المتطورة، والملتقيات المتخصصة، ليست سوى دلائل واضحة على أن السعودية تتعامل مع الرقمنة باعتبارها استثمارًا استراتيجيًا لا غنى عنه. ومع اقتراب محطات جديدة في رحلة رؤية 2030، يتأكد أن مستقبل الخدمات والمؤسسات والاقتصاد مرهونٌ بقدرتها على مواصلة هذا التحول، وأن الرقمية لم تعد خياراً إضافياً بل قاعدةً تقوم عليها منظومة التنمية الحديثة.

مرر للأسفل للمزيد