الأراء

الموارد البشرية.. ماذا بعد عودة الأعمال؟

سلمان بن حميد العنزي

مع التزام الناس ببيوتهم في الحجر المنزلي، وهو من الأمور النادرة التي قد لا تكاد تحدث في الحياة إلا مرات قليلة جدًا، وتنوعت تصرفات الناس مع هذا الحجر، ولعلي هنا أتطرق إلى الموظفين؛ حيث في البداية ومع أول أسبوع، شعر الموظفون (الذين لم تستدع وظائفهم العمل) أنهم في إجازة، وتعاملوا مع هذا الوضع لأيام، ثم بدأ بعضهم يشعر بأنه ليس في إجازة؛ لأنه لا يستطيع التنقل كما يريد، وبدأ الملل يتسلل إلى بعضهم.

الحجر بما أنه إجباري، فإنه يشكل فرصة رائعة للبحث والتطوير الذاتي، وكذلك التفكير كيف يقدم الموظف لمنظمته بعد الحجر فكرة، أو مشروع أو مبادرة تسهم في تطوير منظمته أو إدارته، التي يعمل بها، وأعتقد أن موظفي الموارد البشرية عليهم دور مهم في هذا الجانب، فكما نعلم عند العودة للأعمال بإذن الله ستكون الأجواء مختلفة، خصوصًا إذا ما استمر موضوع التباعد الاجتماعي كما تذكر بعض التقارير للعام 2021، مما يعني احتمال عودة الموظفين لأعمالهم مع بقاء تحذيرات التباعد الاجتماعي، وهذا أمر يكاد يكون مختلفًا عن السابق إذا ما علمنا أهمية الانسجام والتقارب بين الموظفين وفرق العمل؛

لهذا أعتقد أن قطاعات الموارد البشرية عليها دور مهم أن تبتكر طرق تعامل إيجابية مع بيئة العمل والموظفين، وقد يستدعي ذلك تغيير بعض الترتيبات في بيئة العمل كتباعد مراكز الأعمال في المكان الواحد، وغيرها من الاحتياطات.

لهذا نجد أن فترة الحجر يمكن أن يستثمرها موظفو الموارد البشرية بعقد اجتماعات وورش عمل وجلسات عصف ذهني للتفكير في (ماذا بعد عودة الأعمال؟)، وبالتالي خلق مزيد من الأفكار والمشاريع، التي يمكن أن تفيد موظفي المنظمة؛ لأن استثمار الوقت الحالي بالتفكير وتبني المشاريع أفضل بكثير من أن يكون التفكير بعد العودة للأعمال، لهذا من المهم أن تحرص الموارد البشرية أن تطلق برامجها مع أول ساعة عمل بعد عودة الأعمال؛ بحيث يشعر كل موظفي المنظمة أن الاستعداد كان مبكرًا وليس طارئًا.

مرر للأسفل للمزيد