الأراء

مبدعون في يوم التأسيس

محمد المناع

منذ فترة ليست بالقصيرة أصبحت الوزارات والجهات الحكومية والخاصة تتنافس في البحث عن المحتويات الإبداعية البصرية والتي تترسخ لدى المتلقي في منصات التواصل الاجتماعي؛ لتعزيز تواجدها ومشاركتها في تلك المناسبة بالإضافة الى تعزيز الصورة الذهنية عن تلك الجهة والتعريف بأعمالها بأفكار إبداعية قد لا تكون واضحة للجميع ولكنها بالنهاية تقدم منتجا إعلاميا يرسخ في ذاكرة المتلقي.

اليوم ونحن نعيش الذكرى السنوية ليوم التأسيس بدأت منصات التواصل الاجتماعي تتنفس بالمنتجات الإبداعية الإعلامية بعد أن قامت العديد من الجهات الحكومية والخاصة وحتى الشركات بنشر تصاميم وفيديوهات لها رمزية لتلك الجهات بيوم التأسيس والذي يصادف كل عام 22 فبراير؛ احتفالاً بتأسيس  الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ  الذي يصادف 1727م، عندما أسسها الإمام محمد بن سعود – رحمة الله-

الكثير من الفيديوهات اطلعنا عليها بمنصات التواصل الاجتماعي تجسد احتفال المؤسسات بكافة أنواعها بهذه المناسبة تنوعت ما بين دلالة لنشأة تلك الجهات وأعمالها وربطها برمزية المناسبة ومابين الإحتفال بذكرى تأسيس هذه البلاد المباركة او لحقبة زمنية سابقة تجسد المباني والموروث المتعلق بتلك الفترة.. حقيقة وأنا اشاهد تلك الفيديوهات استمتعت كثيراً بما تضمنته تلك الفيديوهات من أفكار البعض منها والذي جاء بشكل مباشر ولكنه متميز بمضمونه وما استخدم فيه من تقنيات بالتصوير والمونتاج تحاكي الأفلام السينمائية، أما بعض تلك الفيديوهات فكانت أفكاره فريدة حقيقة وتجد متعة في تكرار مشاهدته لفهم العمق الإعلامي فيه .

لنسترجع ذاكرتنا قليلاً ونسترجع معها محتوى بصرياً أبدع فيه منسوبو الحرس الوطني من خلال الفيديو الذي شاهدناه بمناسبة اليوم الوطني؛ لما حمله من قيم وتضحيات وفكرة جعلته يرسخ في ذاكرتنا ويجعلنا نستذكر تلك التضحيات التي يبذلها جنودنا البواسل على الحدود الجنوبية معها - وبفضل الله - استشعرنا ما نحظى به من أمن نتيجة تلك التضحيات.. يتكرر في مخيلتي بعض المشاهد من ذلك الفيديو منظر ذلك الطفل الذي يبحث عن والده وسط التكريم ومنظر تلك الأم المكلومة بعد أن توفي ولدها وهو يذود عن وطنه.

اليوم حقيقة في يوم التأسيس أبهرنا الرقي البصري في المحتوى الذي يُحاكي ما نعيشه في هذا الوطن من رقي وتطور على كافة الأصعدة ونهضة غير مسبوقة.

أعجبني الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع بتصويره السينمائي الرائع وفكرته المباشرة، والذي يُبرِز جهود جنودنا في الذود عن أرض هذا الوطن وتسلحهم بأفضل المعدات الحربية كما أبهرني فيديو وزارة السياحة والذي يتحدث بشكل درامي عن مراحل تطور المملكة منذ تأسيسها وصولاً إلى النهضة التي تعيشها المملكة الآن والمؤثرات البصرية المستخدمة فيه.

كما أن مشاركة الخطوط السعودية في #يوم_التاسيس حملت معاني ولمسة إبداعية عالية، أما وزارة الرياضة فكانت الرابح الأكبر من حيث الفكرة في المحتوى وإبداعه واستخدام المؤثرات البصرية وتسخيرها في فيديو ملهم يُحاكي طموح الشباب وسعيهم في بناء المستقبل والرائع في ذلك الفيديو هو سعد وهو يركض لبناء وطنه ويساهم في نمائه.

كما أن فيديو يوم التأسيس الذي أطلقه حساب جاهز كان رائعاً بما تضمنه من حقبة زمنية قديمة والأكثر إبداعاً هو بنك الرياض الذي حاكى الوضع المالي، وزكاة المال وحفظ الأموال، بعد تأسيس الدولة السعودية بمشاهد مبهرة ولقطات تخطف الابصار.

أبدعت شركة أرامكو في المحتوى البصري الذي قدمته بمناسبة #يوم_التاسيس من تقنيات في المونتاج ساهمت في إخراج عمل رائع.

أما وزارة النقل فقد حرصت خلال محتواها على إبراز الفروقات الكبيرة بين الفترة الزمنية السابقة والحالية في وسائل النقل والمشقة التي كان يعاني منها الناس.

وحقيقة أجد الأكثر إبداعاً في هذه المناسبة - بالإضافة إلى وزارة الرياضة -  هي وزارة الإعلام التي جسدت الملحمة التاريخية لتأسيس هذه الدولة من خلال فيديو يُحاكي بإخراجه وتصويره أحدث الأفلام العالمية.

في الختام أحزنني حقيقة غياب الأفكار الإبداعية لدى بعض القطاعات سواء الحكومية أو الخاصة لاسيما وأنه حدث سنوي كان من المهم التحضير له والمشاركة فيه، لاسيما وأن هذا الحدث هو اللبنة الأولى في مراحل بناء هذه الدولة العظيمة؛ فنستذكر خلالها تضحيات هؤلاء الرجال الذين جسدوا ملحمة تاريخية من أجل تأسيس الدولة السعودية الأولى والتي امتدت من بعدها الدولة السعودية الثانية والثالثة ونحن ننعم بفضل الله ثم فضل قيادتنا في هذا الوطن بأمن ورخاء.

فاستذكار هذه المناسبة والاحتفال بها هو عربون امتنان للتضحيات التي بذلت ولدماء هؤلاء الرجال الذين كان جُل اهتمامهم وحرصهم هو بناء وترسيخ هذه الدولة وتوحيد شتاتها.

مرر للأسفل للمزيد