هناك عددٌ من المبادئ التي يجب أن يتحلَّى بها الإخصائي الاجتماعي ويراعيها عند العمل في المجال الرياضي؛ من أجل نجاح الدور المناط به في هذا المجال، ومنها :
من المفاهيم الأساسية في الخدمة الاجتماعية احترام آدمية العميل وكرامته والقبول به كما هو، وهذا مبدأ مهمٌّ لقيام العلاقة المهنيَّة مع الرياضي والأخصائي الاجتماعي، ويكون ذلك عن طريق الاحترام، وتقدير المشاعر والحب وتجنُّب النقد والرغبة بالمساعدة، ولا يعني قبول السلوك الخاطئ لذاته.
وهو مبدأ ينصُّ على وجوب المحافظة على أسرار العملاء من الرياضيين ومنع انتشارها بأيِّ شكلٍ من الأشكال، وخاصةً في الوسائل الإعلامية التي تلاحق المشاهير من أجل أيِّ معلومةٍ كانت، علمًا أنَّ هذه السرِّية تساعد كثيرًا على خلق الثِّقة بين الأخصائي الاجتماعي والرياضيين الذين يتعامل معهم، خاصَّةً أن انتشار أيِّ معلومةٍ قد تؤثِّر سلبًا على مجهود الرياضي الذهني والبدني وعلى نتائجه المتوقَّعة في مجاله الرياضي.
وهو مبدأٌ يعبِّر عن جوهر الممارسة للخدمة الاجتماعية وهو مهمٌّ؛ انطلاقًا من مفهوم المشاركة في المسؤولية والبحث وإيجاد الحلول لمشكلات الرياضيين، وهي تركِّز على العمل مع العميل وليس من أجله.
وهو ترك الحرّية للرياضيين والفرق الرياضية التي يعمل معها الأخصائي الاجتماعي لتوجيه ذاتها نحو الأهداف العامَّة والخاصَّة التي تراها في صالحها، ويساعد على اختيار القرارات الصحيحة دون فرضها أو التأثير المباشر في اختيارها.
وهو مبدأٌ يقوم على ضرورة مشاركة الرياضيين في دراسة مشكلاتهم والمشاركة في وضع الحلول المناسبة لهم دون التدخُّل المباشر في حلِّها، وإنَّما يساعد الأخصائي الاجتماعي هؤلاء الرياضيين مساعدةً تُبْنَى على دراسة علميَّة ومهارة عمليَّة، تقوم على رسم خطط العلاج، معتمدين في ذلك على إمكانياتهم الذاتية بقدر استطاعتهم مع الاستعانة بالموارد والخدمات الاجتماعية المتاحة.
وهي حالةٌ من الارتباط المهني المؤقَّت بين الأخصائي الاجتماعي والرياضي، وتتميَّز هذه العلاقة بأنَّها عملية تفاعل بين الجانب الوجداني العاطفي والجانب العقلي الموضوعي، تتفاعل فيها مشاعر الرياضي والأخصائي خلال عملية المساعدة، وتتَّسم هذه العلاقة بالموضوعية وعدم التحيُّز، وتنتهي بانتهاء المهمة التي قامت من أجلها هذه العلاقة.
من خلال جميع ما مضى من سلسة المقالات الخمس يتَّضح لنا أهمية الدور الذي يلعبه الأخصائي الاجتماعي في المجال الرياضي، وخاصَّةً في ظلِّ الخطة الاستراتيجية للمملكة 2030 والتي سوف تجعل الأمر أكثر إلحاحًا للاهتمام بالجانب الاجتماعي في المجال الرياضي لِمَا سوف يصاحب هذه الخطط من تطبيق لأنظمة الخصصة والتَّطور في الجانب الاحترافي، كل هذا سيزيد من المسؤولية على النوادي الرياضية، وعلى الهيئة العامَّة لرعاية الشباب من الجانب الاجتماعي وخدمة المجتمع.
هذا كلُّه جعل إدخال الخدمة الاجتماعية أمرًا لابدَّ منه في المجال الرياضي بشكلٍ واضحٍ وكبيرٍ؛ لمواجهة هذا الوضع الجديد ولمساعدة اللاعبين والنوادي الرياضية لوضع الخطط الاجتماعية، سواء الوقائية منها أو العلاجية، والتي سوف تزيد من تميز الأداء ورفع مهارة الرياضيين والعاملين معهم، وتوفير أجواء اجتماعية ونفسية وتنافسية مناسبة، ومحاربة التعصب، وخلق أجواء رياضية وطنية إيجابية، ودور كبير لخدمة المجتمع عمومًا.
د. عبدالله القفاري
الأستاذ المساعد في قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام