عظيم هو الصبر على المحن والبلاء، وجميل العوض من عند الله، هو ويأتيك كمثل السيل ويتدفق عليك. اصبر فإن وعد الله حق على تصرفات ليست بك فحملوك إياها كي لا تنجح كي تفشل وتفشل خططك، وكل أمورك. انتظر، الله سيحكم وهو خير الحاكمين.
لا يكن بك عجلة فهي من الشيطان الرجيم، ارتقِ بحسن أخلاقك، وإن كان أزعجك أحد تسامح منه واصفح، فإن الصفح الجميل هو شيء كبير. لا تندم على كل شيء فعلته والقادم أفضل وأحسن من الذي فات. لا تحزن.
قد حملت ثقلًا كبيرًا على كاهلك، وهذا الوقت مرّ عليك مرورًا ليس سهلًا، ولا مرور الكرام؛ بل ثقيلًا إلى ما وصلت إلى هذا الحد وقد بكيت وجفّت دموعك، ولكن عوضك الله عن كل شيء بعدها وحصلت على كل شيء حلمت به، ويا رب أشكرك على جزيل فضلك.
لا تيأس أن مرّ عليك الوقت متثاقلًا، ولا تقل كيف لي أن أعمل هكذا وبهذه القوة وأكون متعباً ولا أحد يراني وأنا مرئيّ، كيف لك بأن تبني وغيرك يهدم وكل شيء حصل الله كتبه، هم يهدمون ولكن أنت ابنِ وثابر بأن تكون في المركز الأول بحسك العالي بصمتك المبهر بكل شيء بك.
تأتيك صفعات قوية جدًّا من الزمن والحياة ولكن تعلّم منها واعبر ولا تركّز على الألم بل اجتزه واجتز مرحلة من عمرك سببت لك الأذى وتوكل على الله الحي القيوم الذي لم يلد ولم يولد، سيحميك ويقوّيك ويهديك ويستر عليك وتكون بخير وعافية وصحة.
اطمئنّ أنت بخير لأنك مع الله والله معك، اطمئن كل شيء من حولك بخير وليس لك إلا الصبر ووقت الشدة سيزول ويأتيك وقت تكون فيه فرحًا جداً ومبتسمًا، وكلك أمل وشوق بأن قادمك أفضل من الذي فات عليك وبأنك أنت في حماية الله ورعايته وهو معك.
لا تهتم لتوافه الأمور بل ارتقِ عن كل من آذاك واعبر بكل ثقة وأمان والله معك بكل أوقاتك. يا ربِّ أنت تعوّضني وأنت تأتي بكل رزقي وكل شيء مكتوب من نصيبي.
معك الله بكل خير وشر، معك الله بكل نبضة بقلبك، معك الله بكل وقت وحين، معك الله واطمئن، معك الله فأنت صابر وخير من صبر، معك الله في البؤس والنعمة، معك الله في عنفوان الصبا، معك الله حين يشيب الرأس ويتعب الجسد، معك الله في سمعك في صبرك وفي بصيرتك، معك الله لا تقلق.