تطورات مستمرة وديناميكية في قطاع الموارد البشرية، فلم تعد إدارات الموارد البشرية في المنظمات الناجحة مجرد إدارة تراقب وتعاقب بل هناك إدارات أصبحت صديقة للموظف ومصدر سعادة، هناك أقسام جديدة بدأت تظهر في الموارد البشرية مثل قسم السعادة، واقسام العناية بالموظف، وهذا التوجه مهم التركيز عليه وإعطاءه اهتمام من القيادات العليا في المنظمات،
خلق الولاء للمنظمة أمر ليس بصعب، وتتشارك في صناعته كل قطاعات المنظمة، إلا أن إدارات الموارد البشرية هي الأكثر تأثيرًا في صناعة الولاء؛ لأنها ذات علاقة مباشرة بالموظف وبكل ما يحيط به من عوامل مؤثرة،
نعرف أن كل منظمة يوجد في فريقها أنواع مختلفة من الموظفين، وتختلف مستويات الإنتاجية والانضباط، وقد يرى البعض أن هذا التفاوت قد يحد من برامج العناية بالموظفين، من خلال وجود مزايا قد يتساوى فيها الموظف المنتج والغير منتج، إلا أن هذا الأمر أعتقد لا يجب أن يكون عائقًا، علينا أن نبدي برامج الولاء والعناية على كل المستويات، ومن ثم توضع عناصر التمايز، والتي من خلالها نستطيع أن نكافئ المستحق وأن نتعامل مع الأقل إنتاجية من خلال الفرص التي تتيح له رفع مستواه وبما ووفق برامج ومدد زمنية معينة وقابلة للقياس حتى نصل في النهاية الى إحاطة كاملة بالظروف المؤثرة على هذا الموظف، ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة.
أعتقد أن خلق ولاء الموظف الى درجة ارتباطه العاطفي بالمنشأة يتجاوز موضوع الراتب، إلى ما هو أبعد من الشعور بالتقدير وبقيمتهم لدى المنشأة، المسألة لم تعد صعبه، فالمنشأة الناجحة تدير ولاء الموظفين، كما تدير بقية أعمالها الإنتاجية، وأعتقد أن أول خطوة في هذا الاتجاه هو إنشاء قسم خاص بذلك يختار له موظفين بعناية كبيرة ممن لديهم قبول، ويتمتعون بمستوى من العاطفة التي تجذب لهم مزيدًا من التأثير، وبالتالي مزيد من ولاء الموظفين.