أخذت المرويات عند العرب، جانبًا من الإسقاطات شعرًا ونثرًا، وعليه لا يجد المتأثرون فرصة تلوح حتى يسعد بتطبيق هذا الوارد أو السفر التاريخي على عواهله، فإما يعز أو يذل أو يراقب بترصد ما تؤول إليه الأحداث والشخصيات، وهنا نقول الأمر لله من قبل ومن بعد؛ حيث يستوحي البعض من قصص ألف ليلة وليلة، وقصص شجعان الزمان وبلاط السلاطين وسقوط الحضارات وأساطير تغير الزمان، وينشد بشغف إلى من تؤول إليه البطولة أو يمنحها باكرًا في سيناريو مختلق من سيناريوات عالمه الافتراضي وأحيانًا أحلام اليقظة، وقد تتحقق حلقة أو حلقتين، ولكن النهاية من الأكيد خارج نطاق الاختلاق «تُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ» حيث يؤول الأمر لصاحب الأمر سبحانه.
إن تشعب الأعراض لهذا المرض من منطق التباهي بالإسقاطات غير المنطقية والحكم الآني على زلة أو سقطة غير مقصودة أو مقصودة من حيث تمرحل الوعي والنضج للإنسان.
ونقول إننا في مجتمع يحاول تجاوز مراحل التوقف واللحاق بالركب، بل الأمل بتجاوزه وأخذ زمام المبادرة وإعمار الأرض، تجد من ينزوي وهذا خياره للإسقاط وللأحكام على المجتمع، والمبنية في عمقها على خرافات وأساطير وعصبيات مروية؛ حيث يذكر علماء التاريخ أن الكثير منها غير موثوق المصدر وسطر وكتب وروى لحبكة درامية وتشويق لجلسات الراوي، وأحيانا تكون مشككة ومجافية للتعاليم السماوية السمحة لأهداف لا تخفى عليكم.
فلنتجاوز ونتغافل ونشجع وننتج فكريًا وماديًا، ونراكم الخير مدفوعًا بالمحبة للجميع متوكلين ومحتسبين، يقول الله تعالى: «لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ».