سواء كان اسم المقال (الأداء والنتيجة) أم (السبب والنتيجة)؛ المهم النتيجة.. دفعتُ مبلغًا يُقدَّر بـ 20 ريالًا لمتابعة مباراة الممثّل السعودي ضد نظيره البرازيلي لأحد المقاهي، كان مبلغًا زهيدًا مقابل ما حصلت عليه من المتعة، والدروس الجانبية.
السؤال يقول: أيُّهما أهم الأداء أم النتيجة؟ كان بجانبِي شخص متحمِّس لدرجة التحميص، وكان يقفز عاليًا مع كل هجمة، ويصرخ- عاليًا أيضًا- من كل فرصة، وكاد أن يُغمَى عليه، بسبب تسجيل الفريق السعودي الهدف الأول.. كان يمتدح أداء الفريق- وقد كان محقًّا- إلا أنه بالغَ حينما قال: «علموا البرازيليين الكرة»!
من الواضح أنَّ ذلك الشخص كان يبحث عن الأداء، ويرضَى بالنتيجة، بعد تسجيل الفريق البرازيلي للهدف الأول بدأ يتذمَّر، وبعد هدفهم الثاني، تغيَّر معجم ألفاظه، أما بعد الهدف الثالث، فقالها صريحة «خسارة 20 ريالًا في مباراة مثل هذه»! حينما تساءلت: ماذا حدث بالضبط، أولم يكُن راضيًا بالأداء قبل هذه النتيجة؟
لقد كانت النتيجة بالنسبة له هي الأهم.
تخيَّل أنَّك دفعتَ لمطعم مقابل الحصول على وجبة من اللحم المشوي، وتفاجأت بقطعة متفحمة، والعذر أنَّ الطاهي في طور التدريب، وهذا أقصى ما يعرفه. هل ستقبل العذر؟ الطبيعي ألا تقبل، وهذا دليل على أنَّ النتيجة أهم.
الآن تخيَّل أنك دفعت مبلغًا كبيرًا مقابل استشارة استثمارية، ثُمَّ تعرضت لخسارة كبيرة لأنَّ استشارته لم تكن مُجْدية... هل يحقُّ لك المطالبة بشيء؟ لا، لأنَّه كان مجرَّد مستشار، والمهم أنَّه بذل السبب وقام بالأداء، لا حصول النتيجة المرجوة.
الجواب على السؤال السابق، أنَّ ذلك يعتمد على المطلوب ذاته، ومجال الأداء، وعلاقة الأداء بالنتيجة.. إذًا فأنت مسؤول عن الأداء أحيانًا، وعن النتيجة أحيانًا.
المطلوب منك بذل السبب لا النتيجة عندما تكون هنالك أسباب أخرى تُسهم في إيجادها، أي النتيجة، ولأنَّ النتيجة هي الحاصل الطبيعي للأسباب، فإنَّك محاسب على بذل تلك الأسباب في كل الأحوال، وليس على النتائج على أي حال.
حينما همّ صحابنا بالخروج، هدَّد فريقه- السابق- مرمى الخصم فتوقف، وصرخ ثمَّ انصرف، لا أحبُّ الحب المشروط.
شكرًا فريق الهلال، شكرًا لمن شجَّع فريق الوطن، شكرًا لمن علمني الدروس كنتيجة، ولو لم يبذل سببًا.