الأراء

الانضباط وقت الأزمات

د. عبدالله القفاري

الانضباط الذاتي والانضباط الجماعي أحد أهم سمات النجاح للأفراد والمجتمعات ومع أزمة فيروس كورونا اليوم الذي حرك العالم بأسره أصبحت هذه السمات ضرورة ملحة لحماية المجتمعات من انتشار هذا الوباء الذي شكل خطرًا على الأفراد والجماعات لهذا سارعت الصين إلى إقامة اكبر حجر صحي في التاريخ لمواجهة هذا الفيروس وتبعتها كثير من دول العالم، وفي التاريخ هناك شواهد كبيرة على أهمية العزل والمنع للحد من انتشار الوباء؛ حيث سردت لنا كتب التاريخ مواقف كثيره تعبر لنا هذه الصورة؛ حيث تولى أبوعبيدة حكم الشام فمات بالطاعون.
ثم تولى معاذ فمات بالطاعون.


فلما تولاها عمرو بن العاص خطب في الناس، قائلًا: 
أيها الناس إن الطاعون  كالنار المشتعلة وأنتم وقودها فتفرقوا وتجبّلوا الذهاب للجبال حتى لا تجد النار ما يشعلها فتنطفئ وحدها، فلما سمعوا واستجابوا نجوا جميعًا ورفع الله البلاء.
ومن ذلك ‏ماقاله ابن عباس لمؤذنه في يوم مطير:
إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله
فلا تقل: حي على الصلاة
قل: صلوا في بيوتكم
قال: فكأن الناس استنكروا ذاك
فقال: أتعجبون من ذا؟
قد فعل ذا من هو خير مني
إن الجمعة عزمة، وإني كرهت أن أخرجكم، فتمشوا في الطين والدحض. متفق عليه

أيها القارئ الكريم 
لنأخذ الأمر على محمل الجد في البقاء في منازلنا إلا للضرورة القصوى والتقيد بتعاليم المسؤولين في وزارة الصحة بالبقاء في منازلنا إلا للضرورة القصوى.. ولنكثر من الاستغفار والرجاء والتوكل على الله عزوجل.
فعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: سألتُ رسول الله ﷺ عن الطاعون فأخبرني بأنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقعُ الطاعونُ فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد. رواه البخاري.
 

مرر للأسفل للمزيد