ثلاثة أشهر وأكثر، تتفاوت فيها مشاعر المجتمع بين سقطات القلق والخوف من العدو المتخفي ذي النفوذ العالمي، وبين قفزات الأمل كلما لاح نور التعافي وتضاءلت حالات الإصابة، ولكن ما لا تفاوت فيه ولا اختلاف، هو مدى النضوج المعرفي الذي كان ينمو يومًا بعد يوم بشكل واضح وصريح، وهذا الأمر تم بفضل من الله، ثم بجهود جلية وكبيرة من قبل التعامل المتميز والجهود الجبارة لدولتنا العظيمة المملكة العربية السعودية خلال هذه الجائحة، المملكة اليوم وركن ركيز ينقض ما بعده من الأولويات، أصبح الجميع اليوم يعي مدى ضراوة الفيروس، الكل يعلم أنه المسؤول أولًا،
الأغلب ملم بالاحتياطات اللازمة والإجراءات الوقائية لمجابهته، فإذا حاولت سؤال العامة على مدى اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، الدراسية، العمرية بمختلف جنسياتهم على أرض الوطن المعطاء،
أضمن لك تمامًا معرفتهم بمدى أهمية التباعد الاجتماعي، ضرورة لبس الكمامة، تجنب المجاملة المجتمعية بالمصافحة المباشرة، توخي الحذر من التجمعات غير الضرورية أو اللصيقة أيًا كان هدفها، بعد كل هذه الجهود أقف كطبيبة مهتمة بالمجال التوعوي عاجزة عن إضافة معلومة واحدة، فقد سلكت الدولة جميع السبل المعرفية لإيصال ماتطمح بإيصاله للمجتمع السعودي وغير السعودي،
النظامي وغير النظامي وتظهر أسمى معاني الإنسانية بالتعامل المتوازن الفعال خلال هذا الوباء، بعد كل هذه العلوم والمعارف تبقى لدينا قطعة واحدة لتكتمل الصورة ألا وهي حس المسؤولية الفردية التي تتفاوت درجاتها بين أفراد المجتمع، بناء على خبراتهم وتجاربهم ومستوياتهم العلمية والاجتماعية والعمرية على حد سواء، وغيرها من العوامل التي تؤثر على مدى إدراك الفرد بمسؤوليته تجاه نفسه ومن حوله ووطنه، الجزء الأعظم والأهم الآن يبدأ بدورنا كأفراد مسؤولين، التطمين أمر مهم، والقلق أمر غير مستحب، ولكن الحذر متطلب رئيسي، الواقعية باعتدال في طرح الحقائق والعواقب أمر جلل، تجنب الاستهتار أصبح ضرورة للعودة بحذر وعافية للوصول إلى بر الأمان بإذن الله.