الأراء

ثقافة قبول الاختلاف

فهد بن جابر

كنت أسأل بعض السكان المحليين عن مكان قريب جدًا اسمه «ياهورينا»، وللأسف لم يَفهم قصدي أحد... بعد جهدٍ جهيدٍ، وصلت وبحثت في المواقع المتخصَّصة لأجد أنَّ الفرق بين نطق العرب لاسم المدينة «ياهورينا»، وبين نطق أهلها لها «جاهورينا»، مجرَّد ثقافة اختلاف.

اليابان.. جابان بالإنجليزية، وفي غيرها؛ الأسماء كما في يوسف وجوزيف، بل إنَّ جيراننا من أهل الكويت يَقْلِبون الجيم ياءً، كما في جيران ييران، جدّي يدّي، جديد يديد.  بل الأقرب من ذلك نطق قبائل بنو عَمْر جنوبي المملكة العربية السعودية، في كلمات مثل ريّال بدلًا عن رجّال. أخيرًا لم أتذكر أنَّ جيراني منذ الصغر، من قبائل بالقرن يقولون مسيد بدلًا عن مسجد.

أين ثقافة الاختلاف في واقعنا؟ لا في كتبنا، ومكتباتنا!  ثقافة الاختلاف، تبدأ من قبول الآخر وفهمه، وفهم دوافعه، وقبولها، قبل توقع قبولنا وثقافاتنا. تقديم فنجان من الشاي، بدلًا من القهوة يجب أن يُقبل، تقديم فنجان القهوة باليد اليسرى كذلك، وكون القهوة تحتوي السكر، وقائمة طويلة..

بدلًا من محاولة شمول كل الثقافات الأخرى، تعلّم أن تفعل شيئًا واحدًا فقط؛ لا تعتقد أنك الأنموذج الأصلح للعالم أجمع، ولا تعتقد أنَّ ثقافتك هي أفضل ما يمكن أن يكون عليه البشر.

بهذا ستختصر سنوات من التعلم، ومن ثَمَّ المعالجة لقبول الآخر.

مرر للأسفل للمزيد