القمة العالمية للحكومات 2023 
سعودي اوتو

قمة الحكومات بدبي.. مباحثات لمواجهة التحديات ودعم الأمن والاستقرار

أحمد حسين نصير

رافعةً شعار مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وبمشاركة دولية رفيعة المستوى، تعقد القمة العالمية للحكومات 2023، في دولة الإمارات.

تلك القمة التي تنطلق اليوم في مدينة دبي، وتستمر حتى 15 فبراير/شباط الجاري، تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات، وتزايد ثقة العالم وتقديره لمبادراتها وفعالياتها.

ويشارك بالقمة 20 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 250 وزيراً، و10 آلاف من المسؤولين الحكوميين وقادة فكر وخبراء عالميين وعلماء واقتصاديين ورجال أعمال من 150 دولة في العالم.

ومن أبرز القادة المرتقب مشاركتهم في القمة: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس السنغال ماكي سال ورئيس الاتحاد الإفريقي، ورئيس باراغواي ماريو عبدو بينيتيز، ورئيس أذربيجان إلهام علييف.

أهداف القمة

وتعد القمة العالمية للحكومات منصة عالمية تهدف إلى استشراف مستقبل الحكومات حول العالم، عبر تبادل الأفكار والتجارب والخبرات وفتح قنوات التواصل بين القطاعين الحكومي والخاص ومشاركة المعرفة وقصص النجاح الملهمة، ونقلها إلى مرحلة متقدمة من التمكين والتطبيق والانتشار، والمساعدة في اتخاذ القرارات التي تسهم في إحداث التغييرات الإيجابية في المجتمعات والاقتصادات العالمية.

وتحدد القمة لدى انعقادها سنويًّا برنامج عمل حكومات المستقبل مع التركيز على تسخير التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية.

وتعد أكبر تجمع عصف ذهني دولي تستضيفه وتديره دولة الإمارات سنويًّا من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ورسم خارطة طريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة على مستوى العالم.

دبلوماسية بناء الجسور

ويضفي مستوى المشاركة الرفيع في القمة بُعدًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا هامًّا على القمة التي تعد أكبر تجمع حكومي من نوعه عالميًّا بمشاركة قادة ومسؤولين من 150 دولة، يجعلها أيضًا منصة هامة لصناعة ورسم السياسات التي تحدد مستقبل المنطقة وخارطتها السياسية.

تعزيز التعاون

وستكون زيارة الرئيس المصري إلى الإمارات للمشاركة في قمة الحكومات هي الثانية خلال شهر، بعد مشاركته في 18 يناير/كانون الثاني الماضي في اللقاء الأخوي التشاوري الذي استضافه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وشارك فيه سلطان عمان هيثم بن طارق وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

ذلك اللقاء الأخوي جاء بعد نحو شهرين من مشاركة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة شرم الشيخ للمناخ "كوب27"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي أطلقت فيها مصر والإمارات نداء سلام، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

واستضافت مصر قمة المناخ "كوب 27"، فيما ستستضيف دولة الإمارات قمتي المناخ القادمة "كوب 28" أواخر العام الجاري.

تلك القمم والزيارات المتبادلة خلال وقت قصير نقلت مستوى العلاقات الثنائية بين دولتي مصر والإمارات خلال السنوات الأخيرة إلى مراحل متقدمة، ما أسهم في تعزيز حضورهما، كأحد أهم اللاعبين الأساسيين في المنطقة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

تعزيز التعاون الدولي

وتعد مشاركة 20 رئيس دولة وحكومة فرصة "هامة" لإجراء قمم ومباحثات بين ضيوف المؤتمر وقادة ومسؤولي دولة الإمارات، لتعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون المتبادل على أكثر من صعيد، بما يسهم  في تعزيز التعاون الدولي والتضامن الخليجي والعربي والدولي لمواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية، وتحقيق رخاء وازدهار شعوب دول المنطقة ودعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.

كما يعد هذا التجمّع العالمي لقادة الحكومات والسياسيين والاقتصاديين وصنّاع القـرار والعلماء فرصة "ثمينة" للاطلاع على أفضل الممارسات وآليات العمل الحكومي عالمياً، بما يسهم في تمكين الحكومات الساعية للارتقاء بأدائها، ومساعدتها بإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة مختلف التحديّات التنموية والاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي ينعكس على تحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في دولها.

الاستثمار في المستقبل

وفي إطار اهتمام دولة الإمارات بالشباب وحرصها على تطوير قدراتهم، تستضيف القمة العالمية للحكومات 2023، النسخة الثانية من الاجتماع العربي للقيادات الشابة؛ بمشاركة وزراء الشباب العربي وقادة مؤسسات العمل الشبابي في المنطقة الذين يبحثون مع مجموعات شبابية عربية من مختلف التخصصات، القضايا والفرص التي تهم الشباب.

وتركز هذه الدورة على علاقة الشباب بالهوية واللغة العربية ونظرة الشباب العربي إلى العالم وانطباعات العالم عنه، والسردية التي تقدمها المنطقة العربية لتعزيز صورة الشباب العربي وتقديم انطباعات إيجابية صحيحة عن البلاد العربية وكفاءاتها ومواهبها الشبابية ورؤاها المستقبلية الطموحة وحرصها على تحويل التحديات إلى فرص.

ويكتسب الاجتماع أهمية خاصة في ظل انعقاده كأولى الفعاليات الإقليمية مع إعلان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية العام الجاري 2023 "عام الشباب العربي"، لتشجيع الشباب على المشاركة المجتمعية الهادفة، وتبادل الأفكار والخبرات مع الحكومات العربية، فضلا عن معرفة واقع الشباب العربي، وأهم التوجهات المستقبلية حول سلوكياته وتطلعاته ورؤيته.

ويناقش الاجتماع بجلساته المنوّعة كيفية التواصل مع الشباب وتحدث لغته لتقديم روايته لواقعه ورؤيته لغد أفضل، مع تسليط الضوء على علاقة الشباب بلغتهم وأهمية ارتباطهم بها واعتزازهم بهويتهم الوطنية المنفتحة على العالم والشريكة في أهداف التنمية نحو عالم أفضل.

مرر للأسفل للمزيد