تواصل وزارة الصحة إطلاق مبادرة فعالة تُعرف باسم «الزائر السري»، والتي تهدف إلى تعزيز الرقابة الذاتية وتحسين جودة وكفاءة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، حيث تُجسد هذه المبادرة مفهومًا تحسينيًا يعتمد على تقمّص موظفي الوزارة لدور متلقي الخدمة، سواء الصحية أو الإدارية، لتقييم مستوى الأداء من منظور المريض أو المستفيد بشكل مباشر، واكتشاف مواطن القوة والضعف، بهدف رفع تقارير موضوعية لصاحب القرار لتحسين جودة الخدمات المقدمة.
ويُعدّ «الزائر السري» بمثابة عينٍ خفية تراقب وتقيّم مختلف جوانب الخدمات الصحية المقدمة من قبل وزارة الصحة؛ ومن خلال هذه المبادرة، يتمّ تقييم بيئة العمل، وسلوك الموظفين، وكفاءة الخدمات، وجودة مرافق المنشآت الصحية، وغيرها من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على تجربة المريض.
وتطمح مبادرة «الزائر السري» لأن تصبح المرجعية لمفهوم الزائر السري في مجال الرعاية الصحية، وتُرسل رسالة واضحة تؤكد التزام وزارة الصحة بتقييم الأداء بشكل محايد ومبني على الحقائق، من منظور متلقي الخدمة، لرفع مستوى جودة الرعاية المقدمة.
وتُساهم مبادرة «الزائر السري» في تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية لوزارة الصحة، أهمها:
* تعزيز الرقابة الذاتية في جميع قطاعات الوزارة.
* قياس الأداء ومعدلات التغيير التي تطرأ على الخدمات.
* تحديد الممارسات والإجراءات التي تحتاج إلى التحسين لتطوير الخدمات الصحية.
* المساهمة في وضع مشاريع التحسين مع الجهات ذات العلاقة.
* تسهيل الحصول على الخدمات الصحية.
* تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية.
* تعزيز الوقاية من المخاطر الصحية.
* تعزيز السلامة المرورية.
ويُخضع «الزائر السري» لعملية تقييم دقيقة قبل البدء في المهام، لضمان الحيادية والنزاهة في التقييم، ويشمل ذلك الحصول على درجة علمية في تخصص صحي، والقدرة والاستعداد على السفر والتنقل بشكل مستمر، والدراية بالنظام الصحي في المملكة العربية السعودية، إلى جانب عدم وجود أي مخالفات أو عقوبات نظامية لدى المرشح.
ويُصدر «الزائر السري» العديد من المؤشرات الدورية التي تُساهم في قياس مستوى الأداء في مختلف القطاعات الصحية، مثل مؤشرات الأداء للطب المنزلي، وتقييم مراكز الاتصال وكذلك مؤشرات نظام «وصفتي» ومؤشرات الأداء للمناطق، ومؤشر توفر الأدوية، بالإضافة مؤشرات إسكان الموظفين، ومقارنة لجميع المؤشرات الدورية التي تصدر، وإصدار تقارير شاملة لجميع المناطق وكذلك إصدار تقارير شاملة لجميع المنشآت في المملكة.
ولعب «الزائر السري» دورًا مهمًا في مكافحة جائحة كورونا، حيث ساهم في تحسين نسبة الفرز البصري من 48% إلى 97% لمستشفيات المخصصة لاستقبال حالات كورونا، كما ساهم في تحسين نسبة توفر طاولة الفرز البصري في المراكز من 12 إلى 99%، وتم توفير 128,250 كمامة عالية الكفاءة.
وتُساهم مبادرة «الزائر السري» في تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية لوزارة الصحة، وهي تسهيل الحصول على الخدمات الصحية، وكذلك تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية، إلى جانب تعزيز الوقاية من المخاطر الصحية.
هذا وتغطي المبادرة نطاقًا واسعًا من الخدمات الصحية، تشمل المراكز الصحية، والمستشفيات العامة، ومستشفيات الصحة النفسية، ومستشفيات النقاهة، ومراكز الأسنان التخصصية، ومراكز الكلى، ومراكز السكري، وتقييم مشروع طبيب لك أسرة، وخدمة وصفتي، وموعد، والطب المنزلي.
كما تغطي كذلك مراكز الاتصال، والمستشفى الافتراضي، وخدمات 937، والإسكان، والطب الشرعي، والرعاية العاجلة والممتدة، والإمداد والتموين الطبي، الشؤون الصحية والتجمعات.
ومن المتوقع أن يتم إجراء ما لا يقل عن 3000 زيارة سرية، قد تصل إلى 4000 زيارة، خلال العام الحالي، ويزداد عدد الزيارات بناءً على طلبات القيادات لتقييم بعض الخدمات لضمان جودتها واتخاذ خطوات فعالة لتحسين جودة الخدمات المقدمة وضمان حصول جميع المواطنين على رعاية صحية عالية الجودة.