اليوم يُسدل الستار على مسيرة مهنية استثنائية امتدت لأربعة عقود كاملة، قضاها الدكتور سالم آل منيف، عميد رؤساء البلديات، في خدمة العمل البلدي، مُسطّراً خلالها فصولاً بارزة من الإنجاز والتنمية في مختلف أرجاء الوطن. حيث رعى أمين منطقة جازان المهندس يحيى الغزواني وقيادات الأمانه ورؤساء بلديات المنطقه في حفل تكريم إستثنائي تقاعد الدكتور آل منيف، الذي يعادل مسيرة أربعة عشر ألفاً وستمائة يوم من العمل المتواصل، لا يُمثّل نهاية خدمة لموظف حكومي فحسب، بل محطة تأمل في سيرة قيادي ناجح بدأ من المرتبة الرابعة، ليتبوأ أرفع المناصب، تاركاً بصمات تنموية لا تُمحى في المحافظات النائية والوجهات السياحية، ومجسّداً نموذجاً للقيادة الخبيرة القادرة على تحويل التحديات إلى فرص.
مسيرة الميدان إلى القمة
بدأ آل منيف رحلته القيادية في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان أول تعيين له في رئاسة البلديات رئيساً لبلدية أضم التابعة لأمانة جدة حينها، في بيئة تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباءوالإتصالات . ولم تكن تلك التحديات عائقاً أمام طموحه، بل شكّلت دافعاً للإبداع، فبادر بسفلتة الشارع الرئيسي وتنفيذ مشروع إنارة عامة للشارع العام بالاعتماد على مولد كهربائي، في خطوة رائدة تجاوزت غياب البنية التحتية، وأرست منهجاً عملياً في الإدارة البلدية قائمًا على الحلول المبتكرة ومواجهة الواقع بشجاعة.
إنجازات خالدة من الحد إلى القمم
توزعت إنجازات الدكتور آل منيف على خارطة المملكة، من غربها إلى جنوبها، ومن السواحل إلى قمم الجبال. ففي القنفذة، حوّل المستنقعات إلى بحيرات اصطناعية عبر ضخ مياه البحر، وأنشأ أطول واجهة بحرية بطول 20 كيلومتراً، ما أسهم في تعزيز مكانة المحافظة كوجهة سياحية واعدة. وفي فيفاء، واجه الطبيعة الجبلية الوعرة وضيق الشوارع، فعمل على توسعة الشوارع الرئيسيه بما يخدم الحركة المرورية ويواكب احتياجات السكان وتثبيت الصخور لمعالجة الإنهيارات الجبليه بالإستفاده من تجارب عالميه.
أما في أحد رفيدة بمنطقة عسير، فقد أسّس أكبر متنزه سياحي وهو منتزه المربع تحوّل إلى متنفس طبيعي ووجهة سياحية بارزة وإنارة الجبل الأخضر مؤكداً أن العمل البلدي يمكن أن يكون رافعة تنموية شاملة لا تقتصر على الخدمات الأساسية.
إضافةإلى تنفيذ العديد من المشاريع البلديه الهامه في محافظتي صامطه وأحد المسارحه.
عطاء وإرث مستمر
بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتميّز، توّجها بالحصول على درجة الدكتوراه في الإدارة العامة، ونيله العديد من خطابات الشكر والتقدير من أصحاب السمو الأمراء والوزراء، يترجّل الدكتور سالم آل منيف حاملاً لقب «عميد رؤساء البلديات» عن جدارة. ويمثّل هذا التقاعد نهاية فصل مهني حافل، وبداية فصل جديد من الاستفادة من خبراته القيادية والبحثية المتراكمة، ليظل اسمه مرادفاً للعمل البلدي المخلص والمبتكر في المملكة.
إرث يتجاوز المنصب
بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتميّز، تُوّجت بالحصول على درجة الدكتوراه في الإدارة العامة، وإعدادة عشرات الدراسات والأبحاث العلمية البلدية التي شكلت إرثا ومرجعا اكاديميا في العمل البلدي، يترجّل اليوم عميد رؤساء البلديات الدكتور سالم آل منيف عن صهوة حصان العمل القيادي الميداني البلدي ولا يُمثّل هذا التقاعد نهاية حضور، بقدر ما يُجسّد اكتمال تجربة قيادية صُنعت في الميدان، وتشكّلت بالعمل اليومي، وترسّخت بالمسؤولية تجاه الإنسان والمكان.
آل منيف عميد رؤساء البلديات
40 عاماً من الخدمة البلدية المتواصلة. 14,600 يوم من العطاء والعمل البلدي الميداني.
المرتبة 4 نقطة الانطلاق المهنية إلى المرتبة 13
أضم: أول تحدٍ بلدي (إنارة بمولد كهربائي). القنفذة: أطول واجهة بحرية بطول 20 كم. ساهم في توسعة الشوارع الجبلية الوعرة بفيفاء.
انشأ في أحد رفيدة أكبر متنزه سياحي بعسير. تخصص في تنمية المحافظات النائية وتطوير السياحه.
دكتوراه في الإدارة العامة.
ترأس لعدد ست بلديات مختلفه بالمملكه.
خبير و باحث استراتيجي بلدي ألف عشرات الكتب والأبحاث البلدية ونال العديد من الجوائز.