شكّل نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، رقمًا صعبًا في سوق انتقالات الشتاء الفائت، بعد تحركات حثيثة ومدروسة تحت قيادة الإدارة السعودية الجديدة، من أجل جلب العديد من القطع المؤثرة القادرة على انتشال الفريق العريق من تتابع العثرات في البريميرليج واستعادة الكبرياء المفقود.
ويعد ميركاتو الشتاء الذي أسدل الستائر قبل ساعات قليلة، أحد أكثر فترات الانتقالات نجاحًا في تاريخ النادي الإنجليزي العريق، في مهمة شاقة من أجل تصحيح المسار وسد الثغرات وتجديد الدماء في العروق، وذلك بفضل الاستقرار والدعم الذي وفرته الإدارة الجديدة بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودية.
وعملت الإدارة الحالية، التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، على توفير الدعم اللازم للفريق الأول من أجل التقدم في الدوري الإنجليزي الممتاز وتجنب الهبوط إلى «الشامبيونشيب»، حيث دخلت في مفاوضات مع أكثر من لاعب مؤثر خلال الفترة الماضية وفقًا لرؤية الجهاز الفني بقيادة المدرب إيدي هاو، وتمكنت بالفعل من انتداب صفقات قوية بعد منافسة قوية مع أكابر القارة العجوز.
وجاء المكابييس على رأس الأندية الأكثر انفاقًا في سوق انتقالات يناير 2022، والذي أغلق التعاملات مساء الاثنين الماضي، بعدما فتح الخزائن على مصراعيها للتعاقد خمس صفقات جديدة بإجمالي 102 مليون يورو، ضمن تحركات الصندوق السعودي لإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة بين جدران سانت جيمس بارك.
ونجح النادي الإنجليزي في الحصول على خدمات الظهير الأيمن الدولي كيران تريبيير، قادمًا من أتلتيكو مدريد، قبل أن يخطف البرازيلي برونو جيماريس، من صفوف ليون الفرنسي، وحصل على كريس وود، مهاجم بيرنلي، وأقنع برايتون بالتخلي عن جهود المدافع دان بورن، وطوى صفحة الميركاتو بتعيين الرواق الأيسر من داخل أستون فيلا، بالتعاقد مع مات تارجيب.
وتحوَّل نيوكاسل بين عشية وضحاها إلى أحد الأرقام الصعبة في ميركاتو الشتاء الجاري، في ظل القوة الشرائية الكبيرة التي بات يتمتع بها المكابييس مع انتقال ملكية النادي العريق لصالح صندوق الاستثمارات العامة، على نحو ينذر بإبرام مزيد من الصفقات القوية من العيار الثقيل تحمل على عاتقها انتشال الفريق من عثرته واستعادة القليل من البريق المفقود.
وكانت مجموعة استثمارية يقودها الصندوق السعودي، أكملت صفقة الاستحواذ على نسبة 100% من مكونات النادي الإنجليزي، من شركة «سانت جيمس هولدينج ليمتد»، مقابل 300 مليون إسترليني، واكتملت الصفقة رسميًا بالحصول على جميع الموافقات اللازمة من الدوري الإنجليزي الممتاز، في 7 أكتوبر الماضي.
ويمهد نيوكاسل الطريق نحو تكوين فريق قوي يضم لاعبين من العيار الثقيل، من أجل العودة للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية، ومزاحمة ليفربول ومانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد، على منصات التتويج.
ويحتل نيوكاسل المركز الثامن عشر على سلم ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، برصيد 15 نقطة فقط، من 21 مباراة، بفارق 3 نقاط أمام متذيل الترتيب؛ جمعها من انتصارين، مقابل 9 تعادلات، بينما تكبَّد 10 هزائم حتى الآن.
وعلى قائمة الأكثر إنفاقًا في سوق يناير، وعلى غير المعتاد جاء يوفنتوس في المرتبة الثانية على نحو يعكس تحركات السيدة العجوز لانتشال الفريق من كبوة النتائج هذا الموسم، بإجمالي إنفاق بلغ نحو 97 مليون يورو.
وأسهم في تلك الفاتورة الكبيرة للبيانكونيري، الإصرار على جلب الدولي الصربي دوسان فلاهوفيتش، مهاجم فيورنتينا، في صفقة كلفت خزانة اليوفي بمفردها 81 مليون يورو، إلى جانب ضم متوسط الميدان السويسري دنيس زكريا، من بوروسيا مونشنجلادباخ، وفيديريكو جاتي، مدافع فروزينوني الإيطالي.
ولم يغب برشلونة المتعثر في محليًّا وقاريًّا عن مشهد ميركاتو الشتاء من أجل استعادة الهيبة تحت إمرة المدرب تشافي هيرنانديز، حيث نجح في توفير 55 مليون يورو رغم الأزمة المالية الطاحنة، من أجل تعزيز الصفوف ضمن مشروع خوان لابورتا لإعادة الفريق الكتالوني إلى الصدارة.
ونجح البارسا في الحصول على خدمات المهاجم الإسباني فيران توريس، قادمًا من مانشستر سيتي، مع استعادة أداما تراوري، إلى كامب نو من صفوف وولفرهامبتون، وجلب الدولي الجابوني بيير إيمريك أوباميانغ، بعد فسخ التعاقد مع أرسنال الإنجليزي.
وكانت صفقة وحيدة كافية لأن تضع ليفربول الإنجليزي ضمن الرباعي الأكثر إنفاقًا في ميركاتو الشتاء، بعدما أصر المدرب الألماني يورجن كلوب على التعاقد الدولي الكولومبي لويس دياز، جناح بورتو البرتغالي، في صفقة كبدّت الريدز دفع 45 مليون يورو.